تفجرت قضية "بلاجيا" أو "سرقة علمية" بين باحثين مغربين في علم الاجتماع، هما عبدالصمد الديالمي وسناء العاجي، مما شكل صدمة في الوسط الأكاديمي المغربي، وخلق انقساما بين مؤيد للديالمي ومتضامن مع العاجي.
وقال عالم الاجتماع الشهير، وأول من تخصص في الجنسانية في المغرب، في تصريح لـ"تيل كيل عربي" إنه يحس بالغبن والحزن لأنه تعرض للسرقة العلمية، معتبرا أنه لا يهتم بمقاضاة العاجي، ويكفيه أن يفضح أمرها في المغرب، كما أنه على ثقة بأن الجامعة الفرنسية التي منحتها الدوكتراه في علم الاجتماع، سيصلها الخبر، لأن مثل هذه الأمور لا تبقى مخفية وغالبا ما تحقق الجامعات في صحة "البلاجيا" من عدمها.
وتفجرت القضية، عندما أخرج عالم الاجتماع الديالمي إلى العلن رسالة كان وجهها قبل ثلاثة أشهر لسناء العاجي، يتهمها فيها بالسطو على نظريته المتعلقة بالانتقال الجنسي في المغرب، وأنها لم تكلف نفسها عناء الإشارة إلى اسمه كصاحب النظرية في كتابها الأخير.
وقال الديالمي لـ"تيل كيل عربي" لقد بدأت القصة عندما قمت بتصفح سريع لكتاب العاجي، فاكتشفت أربع سرقات، وأتخيل أني لو أكملت القراءة لاكتشفت سرقات أخرى".
ويوضح الديالمي أن السرقات الأربع التي يتحدث عنها تتعلق بـ:نظرية الانتقال الجنسي وهي نظرية أطلفتها سنة 2007، التي لديه فيها مقالات وفصول وله فيها كتاب قائم بذاته، وأن السرقة الثانية، يضيف الديالمي هي "الترقيع المجالي الجنسي"، وهو مفهوم بناه من خلال كتابه الأول سنة 1995، وكتاب "الشباب والسيدا والإسلام في المغرب"، وما قصدته هو أن الشباب لا يجدون أين يمارسوا الجنس، ما يضطرهم إلى ممارسته في السلالم وفي السيارة وفي الغابة، العاجي استعملت العبارة ووظفتها في عدة حوارات دون أن تشير إلى صاحبها".
وردت سناء العاجي، التي فضلت أن تحيل "تيل كيل عربي" على جوابها على الديالمي عبر رسالة نشرتها باللغة الفرنسية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، معتبرة أن كل ما يمكنه قوله في هذا الباب تطرقت له في رسالتها تلك، وكتبت العاجي عن نقطة "الترقيع المجالي الجنسي، بأن أول من أشار إليها هي منية الشرايبي في كتاب صدر سنة 1995".
غير أن الديالمي يرد أيضا عن هذه النقطة ويقول "لقد كاتبتها بخصوص "الترقيع المجالي" عندما تذهب إلى هذه الصفحة 135 من كتاب الشرايبي، تجدها صفحة ملاحق، وعندما تتصفح فصل الشرايبي الخاص بالجنس، لن تجد هذه العبارة مطلقا.
ويسترسل الديالمي أن السرقة الثالثة التي تعرض لها من طرف العاجي تتجلى في التمييز بين العذرية بالمعنى القرآني والعذرية بالمعنى التوافقي، ويقول "في كتاب العاجي نجد فصلا يحمل اسم عذرية واقعية وعذرية توافقية، أما السرقة الرابعة فهي "الجنس والسكن" وهو كتاب مشهور لدي طرحت فيه السؤال "أين يمارس الشباب الجنس".
وشكل حادث النزاع بين عالمي اجتماع مغاربة، واحد بدأ بحثه حول الثقافة والسلوك الجنسي عند المغاربة منذ السبعينات والثانية يمكن وصفها بعلماء الاجتماع من الجيل الرابع، صدمة قوية للوسط الأكاديمي المغربي، وبدأ البعض يطالب بضرورة إقامة مناظرة بينهما حتى يتبين السارق من المسروق.