عملية إرسال القمر الصناعي "محمد السادس A" إلى الفضاء، ستتم في الساعة (1h44) من ليلة 8 نونبر، وليست سهلة كما قد نتخيل، إذ يمكن أن تطرأ أعطاب، قد تصل إلى انحراف الصاروخ "فيكا" عن مساره، فيصير خطرا على الناس. المركز الفضائي بغويانا، كشف تفاصيل ذلك اليوم (الاثنين).
كشف المركز الفضائي بغويانا، الإقليم الفرنسي بأمريكا الجنوبية، عصر اليوم (الاثنين)، آخر الترتيبات المتعلقة بعملية إرسال القمر الصناعي المغربي "محمد السادس A" إلى الفضاء، والمرتقبة ليلة الغد، فقال إن اليوم شهد آخر حصة تدريبية لفريق الحماية التابع للمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، الذي سيتولى مراقبة عملية انطلاق الصاروخ "فيكا"، والتدخل الاستعجالي عند وقوع أي طارئ.
وأوضح المركز أن فريق الحماية المذكور، انخرط منذ أيام في التدريبات حتى يكون مؤهلا للتدخل واتخاذات الاحتياطات الرامية إلى تحييد خطره عن السكان، إذا ما انحرف عن المسار المرسوم، مؤكدا أنه تم وضع سيناريوهات كثيرة، تتعلق بالأعطاب التي يمكن أن تطرأ على الصاروخ أثناء مغادرته قاعدة الإطلاق بجماعة "كورو" في غويانا، وإنجاز تمرينات، بما يسمح بإنهاء الخطر.
وانطلقت التدريبات منذ الجمعة الماضي، وقال المركز إنها تمت تحت إشراف جون لوك فوايير، مدير العمليات في المركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، الذي يتبع له المركز الفضائي لغويانا، وقامت بمحاكاة ظروف لحظة إرسال الصاروخ "فيكا"، وعلى متنه القمر الصناعي "محمد السادس آ" إلى الفضاء، أي ما يعرف بـالدقيقة 0، كما تجريب مختلف المساطر والإجراءات المتعلقة بتلك اللحظة والتيقن من اشتغالها.
ويرتقب أن تنفذ عملية إطلاق الصاروخ وإرسال القمر الصناعي إلى الفضاء، في الساعة العاشرة ليلا و44 دقيقة (22h44) بتوقيت "غويانا"، من مساء غد الثلاثاء 7 نونبر، الموافقة للساعة الواحدة بعد منتصف الليل و44 دقيقة (1h44) من يوم 8 نونبر بالتوقيت المغربي.
وفي وقت مازالت فيه السلطات المغربية صامتة حول الحدث التاريخي المتعلق بأول قمر صناعي مغربي، يواصل المركز الفضائي بـ"غويانا" الفرنسية، كشف مختلف المعطيات المتعلقة بالموضوع، ساعة بساعة، فكان أن أعلن في صور أن القمر لم يعد اسمه "موروكان يو سات1"، إنما "محمد السادس A".
وتعد عملية إيصال القمر الصناعي التابع للمغرب إلى الفضاء، الذي سيختص في مراقبة وملاحظة الأرض لفائدة المغرب، المهمة رقم 11 لصواريخ "فيكا" وقاعدة الإطلاق بالمركز الفضائي بغويانا، التي شرع في استغلالها منذ 2012.
ويعد أحمد رضى الشامي، سفير المغرب لدى الاتحاد الأوربي، المسؤول الرسمي المغربي الوحيد الذي تحدث في الموضوع، إذ كشف في لقاء مع "تيلكيل" في بروكسيل، إن انطلاق العمل على المشروع، بدأ في 2009.
وقال وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة عباس الفاسي: "أتذكر أنني اشتغلت على هذا المشروع بين 2009-2010 مع مقاولة فرنسية عندما كنت وزيرا للصناعة".
ولن يكتفي المغرب بالقمر الصناعي "محمد السادس ألف"، إذ يوجد أيضا "محمد السادس باء"، الذي سيتم إرساله إلى الفضاء مطلع السنة المقبلة (2018)، وكلاهما قمران، يتوقع أن تكون لهما أدوار مدنية وعسكرية.
وتتمثل تلك الأدوار، في أن القمرين سيوفران للسلطات المغربية معطيات وصورا بدقة فائقة تصل إلى 70 سنتيميتر، وبفضلهما سيصبح المغرب ثالث بلد إفريقي يتوفر على قمر صناعي للملاحظة أو "التجسس"، بعد جنوب إفريقيا ومصر.