فاجعة جديدة حملتها قوارب الموت بحثاً عن الهجرة. وحسب الحرس المدني الإسباني، توفي 7 مغاربة يوم أمس الاثنين، قرب سواحل منطقة لانزاروتي بجزر الكناري، خمسة منهم وجدوا جُثث هامدة على متن قارب مطاطي، فيما غرق اثنين منهم بعد قفزهما في الماء خلال اقتراب القارب الذي كان يقل 27 مرشحا للهجرة من الصخور على الشاطئ، وتم نقل 16 مصابا إلى مستشفى "كوستا تيغير" وأربعة آخرين إلى مشفى "هوسبيتا" لتلقي العلاجات.
وأفاد الحرس المدني الإسباني، أن المغاربة الخمسة الذين وجدوا على متن القارب يبدو أنهم فارقوا الحياة بسبب انخفاض حاد لدرجات الحرارة في أجسدهم، وشدد على أنه سيتم إخضاع جثثهم للشريح الطبي، قصد الوقوف على أسباب الوفاة المباشرة.
في السياق، اعتقلت السلطات الإسبانية، بعد وقوع الحادث، قائد القارب الذي أقل المهاجرين المغاربة. وأوضح أحمد خيراني رئيس جمعية "مندمجي العالم" في اتصال مع "تيل كيل عربي"، أنه تم ربط الاتصال بالقنصلية المغربية من قبل السلطات الاسبانية، لنقل جثث الضحايا نحو المغرب قصد دفنهم، وغالبيتهم ينتمون لمدينة كلميم جنوبا.
وتم احتجاز قائد القارب، مغربي الجنسية، وبحوزته مبلغ 9000 درهم، وتم الاستماع إليه من قبل الشرطة الاسبانية التي نسبت إليه مسؤولية الحادث، وسيخضع لأمر قضائي لمدة لا تتجاوز 72 ساعة، في انتظار تحديد مصيره.
وقال خيراني، إن وسائل الإعلام الإسبانية وصفت الحادث بـ"المأساة"، وكشفت أن المهاجرين قفزوا من القارب قبل وصوله إلى ضفة الجزيرة، لمحاولة الهرب قبل وصول السلطات الاسبانية.
وأشارت المصدر أن اثنين من المهاجرين ما يزالان في مستشفى "مولينا أوروسا"، في حين تم نقل 17 منهم إلى مركز الشرطة المختص في ملفات الهجرة ومعالجتها.
وحاول مركز التنسيق للطوارئ والأمن المعروف باسم "سيسوز" لحكومة جزر الكناري، انقاذ المهاجرين المغاربة عبر تقنية التنفس الاصطناعي، كما تدخلت أطقم الصليب الأحمر للقيام بالإنعاش القلبي والرئوي دون أن تنجح.
للإشارة، الرحلة من ساحل المغرب إلى منطقة لانزاروتي (حوالي 130 كيلومترا) لا تستغرق وقتا طويلا في قارب من الحجم الذي استخدمه المهاجرون المغاربة، لكن مصادر توقعت أن يكون القارب قد غادر شواطئ المغرب يوم السبت 13 يناير الجاري، ورجحت فرضية ضياعهم في عرض البحر قبل الوصول إلى وجهتهم.