وزارة الصحة تقرر سحب 12 نوعا من حليب الأطفال "الملوث"

امحمد خيي

بعد مرور أسبوع على اندلاع القضية، وإعلان فرنسا، أول أمس (الأحد)، قطع الطريق أمام تصدير أنواع من حليب الأطفال المشتبه في تلوثه ببكتيريا "السَّالَامُونْيَا"، التي تسبب الجفاف والإسهال، أعدته شركة "لاكتاليس" للتصدير نحو دول بينها المغرب، قررت وزارة الصحة، من خلال مديرية الأدوية والصيدلة، سحب 12 نوعا تجاريا من منتوجات الشركة الفرنسية الموزعة في أوقات سابقة بالمغرب. القرار أعلنته الوزارة رسميا في بلاغ، صدر قبل قليل من اليوم (الثلاثاء).

وتنقسم الأنواع المعنية، إلى 9 أصناف من حليب الأطفال، وثلاثة أصناف من دقيق الوجبات المنتج من قبل الشركة ذاتها، حسب ما كشفت لـ"تيلكيل – عربي"، مصادر مطلعة على تفاصيل القرار المعلن من قبل الوزارة، عقب اجتماع دام ساعات أمس (الاثنين)، استدعت إليه مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، عددا من الفاعلين المهنيين ومممثلي مؤسسات رسمية أخرى.

ويتعلق الأمر، بممثلي المجلس الوطني لهيأة الأطباء، والمجلس الوطني لهيأة الصيادلة، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، والجمعية المغربية لطب الطفل، الذين توافقوا في نهاية الاجتماع، على الشروع في سحب الأنواع التسعة من مسحوق حليب الأطفال، وثلاثة أنواع من دقيقه، أي ذلك المسحوق الذي يقدم للأطفال كوجبة غذائية.

وقالت وزارة الصحة، في بلاغها إنه "كإجراء احتياطي، تقرر تعليق تسويق منتوجات "بيكوتPICOT" الخاصة بتغذية الرضع، المصنعة من قبل المجموعة الفرنسية "لاكتاليس نوتريسيون Lactalis Nutrition Santé "، والتي يتم تسويقها بالمغرب من قبل إحدى الشركات، مع طلب هذه الأخيرة بالسحب الفوري من السوق المغربية لجميع الاصناف المرتبطة بهذا المنتوج.

خط هاتفي للاستفسار

وارتبطا بالقضية، أعلنت وزارة الصحة، أن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التابع لها، يسهر عبر الخط الهاتفي 0801.000.180 على تقديم الإجابات عن تساؤلات الآباء والأمهات ومهنيي الصحة وإعطاء التوصيات الصحية المناسبة.

القرار شرع عدد من الصيادلة في تنفيذه منذ ليلة أمس (الاثنين)، بمجرد أن علموا بالقرار عبر ممثليهم الذين حضروا الاجتماع في وزارة الصحة،  ويقومون في المقابل بتحسيس الزبناء وإرشادهم إلى البدائل المتوفرة.

واغتنم عدد من الصيادلة الفرصة من أجل التنبيه إلى بعض الاختلالات المتعلقة بقنوات تصريف منتوجات حليب الأطفال للسن الأول في المغرب والدقيق المعد للخلط (المسحوق الوجبة)، سيما الجانب المتعلق بتوفيره في رفوف عدد من المساحات التجارية الكبرى التي لا تخضع لرقابة الصيدلي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور فلاح يوسف، الخبير في السياسة الدوائية وجودة المنتوجات الصيدلانية، في حديث مع "تيلكيل – عربي"، إن ما كشفته قضية الحليب الفرنسي، يستلزم أن تكون "كل أنواع الحليب سواء للعمر الأول  (ما قبل 6 أشهر ) أو بعده، وكل أنواع الدقيق المعد للخلط للرضع، حصرا في رفوف الصيدليات حفاظا على صحة أطفالنا و ضمانا لجودتها من التعفن بمنتوجات غدائية أخرى و تسهيلا لعملية سحبها من السوق في حالة أي تلوث كما وقع الآن في فرنسا".

إقرأ أيضا: فرنسا تتصدى لـ600 نوع من حليب الأطفال الملوث كانت في طريقها إلى المغرب

 وأضاف المتحدث ذاته، أن المنتجات الغذائية الخاصة بالرضع "جد حساسة" لأن البكتيريا، التي قد تتسرب إليها بسبب سوء ظروف الحفظ أو التخزين، أو تلوثها من المصدر كما حدث في الحليب الفرنسي، "سهلة الانتقال منها المواد الغذائية الأخرى الموجودة بجانبها في المحلات التجارية الكبرى، وفي حالة إصابة الأطفال بها سيتنشر الأمر بسرعة إلى أفراد الأسرة".

وفي ما يتعلق ببكتيريا "السالمونيلا"، التي أصيب بها رضع في فرنسا، وأسفرت التحريات عن اتهام حليب "لاكتاليس"، أوضح يوسف فلاح، أنها "تؤدي إلى جفاف الجسم والإسهال الحاد وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير"، وزاد قائلا: "لكي لا نهول من الأمر كثيرا، هذه الأعراض الحادة يمكن معالجتها بسهولة بمضادات حيوية وأدوية خاصة، لكن هناك حالات استثنائية قليلة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات جد كبيرة".

يشار إلى أن قرار وزارة الصحة، جاء 24 ساعة بعد إعلان وزارة الاقتصاد والمالية في فرنسا، أول أمس (الأحد)، عن سحبها لكميات كبيرة من حليب أطفال ملوثة بجراثيم "السالامونيا"، مصنعة من قبل مجموعة ''لَاكْتِيسْ''، وكانت موجهة إلى الاستهلاك بدول منها المغرب.

إقرأ أيضا: حليب أطفال فرنسي سام... تحذير للأسر المغربية (+وثيقة)

ونشرت الحكومة الفرنسية لائحة تضم 600 منتج للمجموعة المذكورة، قالت عنهم الوزارة في بيانها، إنه يمنع استعمالها،لكونها ملوثة ببكتيريا السَّالَامُونْيَا، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، التي بينت أن اللائحة المذكورة تخص المغرب، والجزائر، والمملكة المتحدة، إلى جانب تايوان، ورومانيا، واليونان، إضافة إلى بنغلاديش، والصين، وبيرو، فضلا عن جورجيا، وباكستان، وتقدر كميتها الإجمالية بـ 7000 طن، ومن المحتمل أن تكون ملوثة.

القرار الفرنسي المتعلق بالتصدي لتصدير تلك الكمية الضخمة إلى دول بينها المغرب، تلا إعلانا لوزارة الصحة والتضامن الفرنسية، صدر في 4 دجنبر الجاري، وفيه اتخاذ قرار بسحب 12 نوعا من حليب الأطفال الذي تنتجه شركة "لاكتاليس"، بعد تسببها في إصابة 20 رضيعا بـ"بكتيريا السالمونيلا"، وكلها أنتجت في أواسط يوليوز الماضي.

"تيلكيل – عربي"، وبمجرد صدور النبأ حينها، قام باتصالات مع صيادلة مغاربة، فأكدوا أن منتوجات الشركة المعنية موجودة بالمغرب، لكن بعد مطابقة اللائحة المعنية بالمنع في فرنسا مع تلك الموجودة بالمغرب، تبين أنها تخص منتوجات دورة إنتاج جديدة لم تصدر بعد إلى المغرب، إذ  أنه مثلا بالنسبة إلى منتوج "بيكوت إس إل، للسن الأول، 350 غرام"، و"بتي جونيور السن الأول 460 غرام"،  السلسلات الموجودة منها بصيدليات المغرب، كلها تبدأ بالرقم "16C"، أما تلك التي أوصت وزارة الصحة الفرنسية بعدم استهلاكها والتخلص منها، فهي كلها من سلسلة إنتاج تبدأ بالرقم "17C".