قال نبيل أحمجيق، المعتقل على خلفية حراك الريف، إنه سيكون سعيدا لو حكم بالإعدام، وأن سيقتاد والابتسامة تعلو محياه، ودافع المعتقل اليوم عن نفسه أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء اليوم الخميس، وتميزت مداخلته بتركيزه على حيثيات انطلاق الحراك.
وتلى القاضي على نبيل أحمجيق التهم الموجهة إليه من قبل النيابة العامة، وهي التهم التي رد عليها المعتقل بالقول إنها باطلة، وأن الوثائق عبارة عن كلام فارغ وليس لها مصداقية أو مشروعية، موضحا أن الاحتجاجات في الريف هي من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية.
وقدم أحمجيق، الذي يعتبر منظر الحراك، والذراع الأيمن لناصر الزفزافي، مرافعة أشبه بالمحاضرة، تناول فيها ما سماه التراجع المسجل في مسار حقوق الإنسان بالمغرب، وقال إن ما عاشته مدينة الحسيمة من حراك، يدين النظام، لأنه فشل في خلق التنمية.
واعتبر أحمجيق، الذي تحدث بإسهاب حاملا قلما ومدونا لملاحظات قال إنها لترتيب أفكاره، أن محاكمة معتقلي الريف تحرج المغرب على مستوى احترام حقوق الإنسان على المستوى العالمي.
وقال أحمجيق الذي تحدث بلغة عربية فصحى، إن خروج سكان الحسيمة في حراكها لتغيير الأوضاع لم يكن بهدف إلى وضع النظام في مأزق، بل جاء ليعري الواقع ويكشف الخلل في تدبير الشأن العام بمنطقة الريف.
وأضاف المعتقل "عندما لاحظ المواطنون أن الدولة في واد والشعب في واد، قرروا النزول إلى الشارع للتعبير بصوت عال عن سخطهم، حتى تتغير الأمور"، وتابع المعتقل أن الحراك كان في صالح البلاد كلها وليس فقط في مصلحة منطقة الريف، وأن الاحتجاج في الريف جاء نتيجة ماض رديء وواقع متردي ظل يعاني منه سكان المنطقة.
وتميزت مرافعة أحمجيق باعتماده على أقوال لمفكرين أمثال جون بول سارتر والمهدي المنجرة وألبير أينشتاين، كما لم تخلو مداخلته من روح النكتة، وهو يتحدث عما سماه الفخ الذي أسقطتهم فيه الدولة، بعد أن اعتقدوا أن سنوات الجمر والرصاص ولت، وبعد أن صدقوا أن العهد الجديد يسمح لهم بالاحتجاج.