قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إن "هذه الحكومة كانت لها الشجاعة السياسية الكافية لتقييم مشروع مؤسسات الريادة من طرف مؤسسات خارجية، وذلك بهدف ترصيد المكتسبات المحققة، وفي الوقت نفسه معرفة التحديات والصعوبات التي يجب العمل على تجاوزها".
وأضاف أخنوش، في جلسة عمومية عقدها مجلس النواب، زوال اليوم الاثنين، أن "التصور العام الذي تحمله الحكومة للإصلاح التربوي يتوخى بالأساس إحداث نقلة نوعية في مسارات مدرسة المستقبل، نقلة مبنية على الرؤية الجديدة لمشروع مدارس الريادة، الذي أطلق سنة 2022".
وأوضح أن "هذه تجربة رائدة، نروم من خلالها توفير كل الشروط الضرورية لمدرسة جيدة للجميع، وتحسين التعلمات عبر الاعتماد على أساليب جديدة في طرق التدريس، تضمن بلوغ الأهداف المبرمجة لهذا المشروع الحكومي".
وأشار رئيس الحكومة إلى أن "التقييمات الوطنية والدولية السابقة لإطلاق مشروع مؤسسات الريادة، مثل البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات (PNEA 2019)، واختبارات التقييم الدولية (PISA 2018)، أظهرت وجود أزمة حقيقية في التعلمات الأساس بالمدرسة المغربية".
وتابع: "بينت الدراسات أن 30 في المائة فقط من تلاميذ التعليم العمومي يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمال التعليم الابتدائي، في وقت احتل فيه المغرب المرتبة 75 من أصل 79 دولة، من حيث نسبة التلاميذ المتوفرين على الحد الأدنى من الكفايات الأساس. كما تسجل بلادنا، منذ سنة 2016، ما يناهز 300.000 منقطع عن الدراسة سنويا، في الوسطين الحضري والقروي".
وشدد على أنه "أمام هذا الوضع المقلق الذي تعرفه المدرسة المغربية، أصبح من الضروري تجديد اختياراتنا التربوية، لتدارك الخصاص المسجل، والدفع نحو عودة المدرسة إلى لعب أدوارها الاجتماعية والاقتصادية".
وفي هذا السياق، أبرز أخنوش أن "الموسم الدراسي الماضي شكل الانطلاقة الفعلية لمشروع مدارس الريادة، والذي شمل أزيد من 620 مؤسسة تعليمية ابتدائية، واستفاد منه أكثر من 330.000 تلميذ وتلميذة في الوسطين الحضري والقروي، مع مواكبة هذه المؤسسات ببرنامج طموح لمعالجة التعثرات (TARL)، وفق المستوى المناسب لكل تلميذ، واعتماد تقييم دقيق ومنتظم لدرجة التعلمات الأساس".
وأكد أن "هذه التجربة أسفرت عن نتائج مشجعة، من خلال تحقيق تحولات مهمة في مستويات الإدراك لدى المتعلمين، حيث سجل النظام تحسنا ملموسا في التعلمات الأساس، بلغت أربعة أضعاف في الرياضيات، وضعفين في اللغة العربية، وثلاثة أضعاف في اللغة الفرنسية، وهو ما يعادل استدراكا للتعلمات يوازي ما بين سنة وسنتين من الدراسة".
وأورد أن "لمدارس الريادة آثارا إيجابية على المكتسبات التعليمية للتلاميذ في المواد الأساسية، حيث ساهمت طرق التدريس الجذابة وبيئة التعلم الملائمة في تطور إدراك التلاميذ وتحقيق نجاعة أكبر في تفاعلاتهم داخل الفصل الدراسي. وقد أظهرت التقييمات أن التلاميذ الذين ينتمون لمدارس الريادة حققوا نتائج أفضل مقارنة ب82% من التلاميذ غير المستفيدين من هذا البرنامج، وهي نتائج متقدمة دفعت إلى التسريع باستكمال تعميم هذا البرنامج الطموح".
وأكد أنه "أمام هذه الحصيلة المشجعة، كان من الضروري تطوير هذا المشروع الثوري لصالح المدرسة العمومية، حيث شكل الدخول المدرسي 2024-2025 محطة متميزة لاستكمال مسار تعميمه على الصعيد الوطني، تزامنا مع توسيع برنامج مؤسسات الريادة، الذي وصل هذه السنة إلى 2.626 مؤسسة ابتدائية، تضم أزيد من مليون و300 ألف تلميذ، أي ما يعادل 30% من مجموع التلاميذ المتمدرسين".