قال علي أحمد سعيد إسبر (أدونيس)، إن "بناء مشروع ثقافي بديل، يحتاج إلى أرضية ثقافية، وليس لدينا في العالم العربي هذه الأرضية، ونحتاج أيضا إلى تحليل على الأقل 100 سنة الماضية، من سنة سقوط الخلافة العثمانية سنة 1923 إلى 2023، التي عرفت فيها تدمير جل الدول العربية، ليبيا، وسوريا، لبنان، واليمن والعراق، يعني قلب العالم العربي، وأساس الحضارة الكونية بشكل شبه كامل".
وأضاف الشاعر السوري أدونيس في الندوة الافتتاحية حول موضوع، "في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل، انحسار دور الفكر، الأسباب والنتائج"، بالمركز الثقافي بوكماخ، عشية اليوم الخميس، "لم نناقش توزيع الدول العربية، قالوا لنا هذا لبنان، فقبلنا، وقالوا لنا هذا سوريا، فقبلنا، وكما كنا في زمن الخلافة العثمانية ولايات لا نزال حتى الآن ولايات لعثمانية جديدة في الأساس بريطانية فرنسية وأمريكية".
وتابع: "ليس هناك نظام عربي واحد، ذو سيادة ليكون له إرادة، نحن ولايات، إذن كيف سنأسس لمشروع ثقافي؟ 100 سنة الماضية، يمكن تسميته، قرن الانقلابات المعرفية الكبرى، وتحولات على جميع المستويات، العالم كله بما فيه إفريقيا وآسيا، انتقل من سيء إلى أقل سوءا، أو من حسن إلى أحسن إلاّ العالم العربي ازداد انهيارا وتخلفا".
وأورد المفكر: "بالنسبة لي، محمد علي باشا أكثر وعيا وانفتاحا وتأصُلا من صدام حسين أو حافظ الأسد، أو أي نظام عربي آخر، حتى الآن لم نستطع أن نأسس جامعة واحدة أو مستشفى نموذجي".
وأكد المتحدث ذاته، أن "المأساة الأكبر أن المشكل ليس في الأفراد، ومن خلال خبرتي العملية، الأفراد العرب أكثر تميزا من أي فرد في العالم، رغم هذا الغنى في الأفراد، تخلفنا".
وسجل أنه "ليس هناك مجتمع مدني في العالم العربي، ولا تزال الانتماءات المختلفة بأنواعها، المذهبية والقبلية والعشائرية هي الأساس التي تدير السياسة والحياة الاجتماعية".
ويرى أدونيس، أنه "لكي يكون هناك مشروع ثقافي بديل، لا بد الخلاص من هذا الثنائي السلطوي الديني، الذي يدمر الحياة العربية، كيف نخلص من هذا الثنائي؟ كيف يتحول الدين إلى تجربة فردية؟ لا تلزم إلا صاحبها، وكيف نؤسس السلطة على ديمقراطية حقيقية، وهذا الأمر شبه مستحيل، في الأفق الحالي الذي نعرفه".
وشدّد على أنه "لهذا يستحيل أن نكون ديمقراطيين، وبالتبع يستحيل أن نكون لدينا أي مشروع ثقافي، بمعناه العميق للكلمة".
وانطلقت، اليوم، الدورة السابعة عشر(17) لمهرجان ثويزا، التي تنعقد من يوم الخميس 6 إلى يوم الأحد 9 يوليوز 2023، تحت شعار: "في الحاجة إلى مشروع ثقافي بديل".