أرباح 3 أغنياء مغاربة في عام تعادل استهلاك 375000 فقير

غسان الكشوري

أشارت منظمة عالمية تعنى بالمساواة في العالم، أن 3 أغنياء في المغرب، ارتفع معدل ثروتهم خلال سنة واحدة، بما يعادل استهلاك 375 ألف مغربي "فقير"، وأن 4.2 مليون شخص مهدد بأن يدخل في خانة الفقر.

 أصدرت منظمة Oxfam العالمية، تقريرها السنوي اليوم الإثنين (22 يناير) حول المساواة في العالم. وقال مدير المنظمة في المغرب، نيكولا غرافير، إن "ارتفاع عدد الأغنياء (ميليارديرات) ليس علامة على ازدهار الاقتصاد، بل هو دليل على أنه يضيق الخناق ويزيد من الفئات الأكثر فقرا، كما أنه يعيق النمو الاقتصادي في العالم، وذلك باعتراف صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية"، بحسب مدير المنظمة.

وتضيف المنظمة أن المغرب ليس بمنآى عن هذه المخاوف، إذ أن "ثلاثة أغنى مليارديرات مغاربة يستحوذون على 4.5 مليار دولار، ( 44 مليار درهم). في الوقت الذي عرفت ثرواتهم في سنة واحدة، نموا يقدر بما يعادل استهلاك 375 ألف مغربي من أكثر الناس فقرا خلال نفس الفترة". وكانت مجلة "فوربيس" الأمريكية، قد صنفت كلا من عزيز أخنوش، وعثمان بن جلون، وأنس الصفريوي، بأنهم رجال الأعمال الأغنى في المغرب.

"أوكسفام"، أشارت إلى أن "10 بالمائة من الأغنياء يعيشون في مستوى معيشي يعادل 12 ضعفا، لـ10 بالمائة من الفئات الفقيرة، وهو معدل لم ينخفض منذ سنة 1990". وتضيف المنظمة أن المغرب يسجل أعلى معدل ف عدم المساواة من بين دول شمال إفريقيا، مسجلة انخفاضا طفيفا في السنوات الأخيرة.

المنظمة سجلت كذلك أن المغرب رغم التحسن الحاصل فيه في السنوات الأخيرة، فإن معدل الفقر انتقل عبر ثلاثة فترات بين سنة 2001 و2014، حيث انخفض من 15.3 بالمائة على 4.8. وتؤكد "أوكسفام" أن أكثر من 1.6 مليون شخص لا يزالون  يعيشون في فقر، و4.2 مليون شخص مهدد بأن يدخل في خانة الفقر، بالإضافة إلى أن أغلب هذه الفئات المعوزة تعيش بالمناطق القروية.

وجاء في تقرير المنظمة أن الشباب والنساء، هم الفئات الأكثر تضررا من عدم المساواة، إذ تشكل هذه الفئات أغلبية ساحقة بسبب عدم الحصول على عمل مستقر وعلى أجر لائق، إضافة لحرمانهم من تغطية صحية واجتماعية. وفيما يخص العمل بين الجنسين، تقول المنظمة أن 22 بالمائة من النساء يعملن في المغرب ويعانين من التمييز في ظروف العمل، مقابل 65 بالمائة من الرجال، فيما يقارب 75 بالمائة من الخريجين من الشباب عاطل عن العمل.

يشير التقرير أن التعليم يشكل مؤشرا أساسيا في التفاوتات وعدم المساواة. إذ إنه على الرغم من تقدم جودة التعليم إلا أن ثلث المغاربة لا يزالو ن أميين، وتشكل النساء منهم 60 بالمائة في المناطق القروية.

ويحتل المغرب، بحسب التقرير، المرتبة 123 من بين 188 بلدا في مؤشر التنمية البشرية، في الوقت الذي يؤثر التفاوت وعدم المساواة في المغرب في مؤشر التنمية بنسبة 30 بالمائة.