أربعة أسباب تفسر اختفاء الكمامات من الصيدليات

الشرقي الحرش

جولة واحدة في العاصمة الرباط تؤكد أن مشاهد وضع الكمامات لمواجهة "فيروس" كورونا لا وجود لها، حيث تسير الحياة بشكل طبيعي، ويتجمع الناس في مختلف أماكن الازدحام، إلا أن جولة أخرى في الصيدليات توحي لك بوجود استنفار غير مرئي، حيث اختفت الأقنعة تماما من الصيدليات.

 "تيلكيل عربي" يرصد أربعة عوامل تفسر اختفاء الكمامات من الصيدليات؛

 ارتفاع الأسعار

 خلال جولته في عدد من الصيدليات بمدينتي سلا والدار البيضاء بحثا عن الكمامات، كان جواب العاملين بالصيدليات لـ"تيلكيل عربي" أن الموزعين لم يعودوا يزودونهم بها، مشيرين إلى أن ثمنها ارتفع بشكل صاروخي في الأيام الأخيرة.

 وتقول عاملة بإحدى صيدليات الدار البيضاء إن "سعر علبة كمامات واحدة تتضمن 50 كمامة ارتفع سعرها من 75 درهما إلى 350 درهما، لكننا الآن لا تتوصل بها من الموزعين".

 ما عبرت عنه العاملة بإحدى صيدليات الدار البيضاء، يؤكده عاملون في صيدليات سلا، حيث قام "تيلكيل عربي" بجولة في عدد منها دون العثور على أي كمامة.

 ويؤكد العاملون أن ثمن الكمامة الواحدة ارتفع في الأيام الأخيرة من درهم ونصف إلى خمسة دراهم، لكنها الآن غير متوفرة ولا يعرفون سعرها القادم.

حدة المضاربة

يبدو أن دخول بعض المضاربين على الخط من أجل استغلال أوضاع الخوف من وصول فيروس "كورونا" للمغرب طمعا في تحقيق ربح غير مشروع يفسر اختفاء الكمامات من الصيدليات.

 واحد من الصيادلة في مدينة سلا، قدم لـ"تيلكيل عربي" رواية تعضد هذا المعطى.

 الصيدلي أكد، لـ"تيلكيل عربي"، أنه منذ 10 أيام قدم إليه شخصان وطلبوا منه مدهم بأقصى عدد من "الكمامات".

 ويضيف "قالوا نريد أكبر عدد من الكمامات، نحن في حاجة إلى 200 ألف كمامة دون أن يفسروا لي أسباب طلبهم كل هذه الكمية".

 وتابع "لم يكن من الممكن أن أمدهم بكل هذا العدد، كما أنني شككت في دواعيهم، مما جعل العملية لم تكتمل".

 ويستغرب الصيدلي من اختفاء الكمامات، رغم أن الإقبال عليها من طرف المواطنين المغاربة ضعيف جدا، مضيفا "نحن العاملون في الصيدليات لم نضعها، فكيف سيضعها المواطنون".

 إقبال الصينيين

يؤكد عدد من العاملين في الصيدليات أن المهاجرين الصينيين قاموا في الآونة الأخيرة بشراء كميات كبيرة من الكمامات.

 ويقول أحد العاملين في صيدلية "إن الصينيين أقبلوا في الآونة الأخيرة على شراء الكمامات، لكن هذا الاقبال لا يفسر نفاذ المخزون"، قبل أن يتصل بإحدى شركات التوزيع من أجل طلب تزويده بكمية من الكمامات، فكان الجواب أنهم لا يتوفرون عليها، وأن ثمنها ارتفع بشكل صاروخي مؤخرا.

 مغاربة الخارج

 مع بدء انتشار "فيروس" كورونا، بدأ بعض المغاربة يشترون الكمامات بكمية كبيرة من أجل ارسالها إلى ذويهم في الخارج، وهذا ما يفسر بحسب بعض العاملين في الصيدليات ارتفاع أثمنتها.

 رد وزارة الصحة

في هذا الصدد، حظيت قضية اختفاء الكمامات من الصيدليات بنصيب وافر من أسئلة الصحافيين خلال الندوة التي عقدها محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، الذي رد أن "وزارة الصحة لا تنصح المواطنين بارتداء الكمامات لأننا لم نصل إلى هذه المرحلة"، مشيرا إلى أن الكمامات تسلم للمصابين بالفيروس حتى لا ينقلوا العدوى، كما تسلم لذويهم.

وتابع "الوزارة تتوفر على الكمامات ستوزعها على المصابين وذويهم إذا وصل "كورونا" للمغرب".