أسئلة مطروحة مع انطلاق حملات التلقيح ضد "كوفيد-19" في أوروبا

أ.ف.ب / تيلكيل

بعد أن أعطت السلطات الصحية الأوروبية موافقتها في بداية الأسبوع، بدأت حملات التطعيم السبت في أوروبا، وذلك في ألمانيا والمجر وسلوفاكيا، بعد الصين على وجه الخصوص وروسيا وإنكلترا والولايات المتحدة والعديد من دول أميركا اللاتينية.

نجح عدد من المختبرات في تطوير لقاحات بعد عام بالكاد على ظهور كوفيد-19، لكن العديد من الأسئلة ما زالت مطروحة.

ما هو عدد اللقاحات المتوفرة؟

في العادة، يستغرق تطوير وتسويق لقاح جديد عشر سنوات في المتوسط، لكن مع كوفيد-19 جرى تسريع إجراءات البحث والإنتاج على نطاق واسع وتقييم اللقاحات من خلال توفير دعم مالي هائل.

أعطت المملكة المتحدة الضوء الأخضر في الثاني من كانون الأول/ديسمبر للقاح الذي طورته شركة فايزر الأميركية مع شركة بايونتيك الألمانية. ومنذ ذلك الحين، تلقى عشرات الآلاف من كبار السن وعدد من العاملين الصحيين جرعتهم الأولى.

في الولايات المتحدة، صدرت تراخيص بموجب إجراءات طارئة عن وكالة الأدوية الأميركية للقاح فايزر/بايونتيك وكذلك لقاح شركة موديرنا الأميركية.

حتى الآن، أعطت 16 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر للقاح فايزر/بايونتيك.

من جانبها، بدأت روسيا حملتها في الخامس من كانون الأول/ديسمبر مع لقاح سبوتنيك-في الروسي فيما كان ما زال في مرحلته الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وأعطت السلطات الصينية بالفعل الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ لبعض لقاحاتها، على الرغم من عدم الموافقة رسمي ا على أي منها.

في المجموع، هناك 16 لقاح ا في المرحلة الأخيرة من التطوير، أو المرحلة الثالثة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وهو عدد يشمل تلك الموجودة بالفعل في السوق.

ما هو الجدول الزمني للاتحاد الأوروبي؟

أعطت وكالة الأدوية الأوروبية الاثنين موافقتها لتسويق لقاح فايزر/بايونتيك. وقالت المفوضية الأوروبية إن حملة التطعيم يمكن أن تبدأ الأحد.

إلا أن ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، هي ألمانيا والمجر وسلوفاكيا، باشرت السبت حقن قسم من السكان بجرعات من اللقاح.

بعد الترخيص، تتكفل كل دولة عضو بتحديد أولويات التطعيم وتنظيم الخدمات اللوجستية. في فرنسا، ستبدأ الحملة الأحد.

ما هو أفضل لقاح؟

تستند هذه الإعلانات إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية والتي تم فيها تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين.

لكن البيانات العلمية المفصلة والتحقق من صحتها متوفرة فقط عن لقاحي فايزر/بابونتيك وأسترازينيكا/أكسفورد.

وأكدت مجلة ذا لانسيت العلمية في 8 كانون الأول/ديسمبر أن لقاح أسترازينيكا فعال بنسبة 70% في المتوسط.

وقالت موديرنا إن للقاحها فعالية قريبة جد ا تبلغ 94,1%. من جانبه، أظهر لقاح سبوتنيك-في الروسي فعالية بنسبة 91,4% على 39 مريض ا (و95% على عدد غير محدد من المرضى).

يتميز لقاح أسترازينيكا/أكسفورد بأنه الأرخص إذ تبلغ كلفة الجرعة نحو 2,5 يورو. ويطرح لقاحا موديرنا و فايزر/بابونتيك تحديات لوجستية لأن تخزينهما لفترة طويلة يحتاج لحفظهما في درجة حرارة 20 تحت الصفر للأول و70 تحت الصفر للثاني.

ما هي الآثار الجانبية؟

يؤكد الخبراء أنه في حال وجود مشكلات جدية متعلقة بالسلامة لاكت شفت بعد التجارب السريرية التي شملت عشرات الآلاف من المتطوعين. ولكن لا يمكن استبعاد الآثار الجانبية النادرة أو التي يمكن أن تظهر لدى بعض المرضى.

وأفاد تقرير إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن لقاح فايزر/بابونتيك يتسبب في 80% من الحالات بآلام في موضع حقنه في الذراع. كما يمكن أن يشعر من يتلقاه بالتعب والصداع وبآلام في العضلات، وفي حالات نادرة بالحمى.

ما هي الأسئلة الأخرى العالقة؟

السؤال الأهم يتعلق بمدى فعالية أي لقاح على المدى الطويل، إذ إنها لم تقس حتى الآن سوى بعد أسبوع إلى أسبوعين من آخر جرعة.

الأسئلة الرئيسية هي كما نقل المركز الإعلامي العلمي في بريطانيا عن الخبير بيني وارد من جامعة لندن كنغز كوليدج: "إلى متى ستستمر الحماية؟ هل سيطرأ تحور على الفيروس يمكنه من الإفلات من اللقاح، ومن ثم الحد من فعالية التطعيم؟".

المسألة الأخرى المهمة هي أننا لا نعرف إن كان تأثير هذه اللقاحات هو نفسه لدى الفئات الأكثر تعرض ا للخطر، بدء ا من كبار السن الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة من المرض.

كما يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه اللقاحات تمنع انتقال الفيروس بالإضافة إلى الحد من شدة أعراض المرض لدى من تلقوها.

هل اللقاح أقل فعالية ضد النسخة المتحورة المكتشفة في المملكة المتحدة؟

يعتقد خبراء الاتحاد الأوروبي أن اللقاحات الحالية ضد كوفيد-19 فعالة ضد السلالة الجديدة من الفيروس المكتشفة في المملكة المتحدة والتي قال الأطباء البريطانيون إنها شديدة العدوى.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية: "في الوقت الحالي لا يوجد دليل يشير" إلى أن لقاح فايزر/بايونتيك "غير فعال ضد النسخة المتحورة". وهذا ما ردده المدير المشارك لمختبر بايونتيك الألماني أوغور شاهين الذي أكد أيض ا أن شركته قادرة على تطوير لقاح جديد في غضون ستة أسابيع.