هادي معزوز
يحتفل معظم الباحثين والمشتغلين في الشأن الفلسفي على ربوع المعمور، باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف كل ثالث خميس من شهر نونبر. وهي مناسبة دأب على تخليدها أصدقاء ومحبو هذا الفكر، وذلك بتنظيم ندوات وموائد مستديرة ومؤتمرات فكرية، يحضرها أعلام الفلسفة والفكر، كي تكون فرصة لمناقشة كبريات القضايا الراهنة، وصياغة بيانات وتوصيات تهم الشأن الفلسفي في علاقته بباقي الميادين من قبيل السياسة والاقتصاد والاجتماع.
هذا وقد دأب المغرب على غرار دول العالم بتنويع أنشطة الاحتفال بهذا اليوم، سواء في الجامعات أو الثانويات التأهيلية أو على مستوى المكتبات أو المراكز الثقافية الأجنبية، وذلك بتوجيه دعوات خاصة لكبار الفلاسفة والمفكرين في العالم، أو عقد شراكات مع جامعات عالمية في إطار الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الخبرات والمعارف.
وفي المقابل من ذلك، فقد عرف الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة خاصة خلال السنة الفارطة، انكماشا ملحوظا بسبب تداعيات تفشي وباء كوفيد 19 الأمر الذي جمد كل الأنشطة المنظمة ببلدنا، إلا أنه لوحظ خلال هذا العام، العودة بشكل تدريجي لتخلي هذه المناسبة السنوية، من قبيل تنظيم ندوات دولية عن بعد، كتلك التي نظمتها السكرتارية الوطنية لمدرسات ومدرسي الفلسفة، التابعة للجامعة الوطنية للتعليم، والتي عرفت مشاركة مفكرين من فلسطين والجزائر وتونس ثم المغرب، حول موضوع: "أي دور للفلسفة اليوم؟"
يذكر أن العديد من المهتمين بالشأن الفلسفي بالمغرب، أعادوا مؤخرا مناقشة أهم مفهوم في الفلسفة ألا وهو مفهوم الحرية على ضوء هذه المناسبة، وذلك تزامنا مع قضية فرض جواز التلقيح للولوج إلى الأماكن العمومية، وذلك تأكيدا منهم إلى حاجة الساحة الثقافية المغربية لروح الفكر النقدي القائم على تقبل الاختلاف والمسؤولية ناهيك عن الاستقلالية في اتخاذ القرارات.