على خلفية اقدام شخص على اضرام النار في جسده يوم الثلاثاء 20 فبراير بوسط الدار البيضاء، نفت ولاية أمن المدينة، بـ"شكل قاطع، ما تداولته منابر إعلامية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار ربطت بشكل مغلوط بين إقدام شخص على إضرام النار في نفسه بساحة دكار، وبين تسجيل مخالفة مرورية مزعومة في حقه من قبل عناصر الأمن الوطني".
في المقابل، اتصل "تيل كيل عربي" بأحد أفراد عائلة الهالك، وهو شقيقه جمال عراض، هذا الأخير، قدم رواية العائلة حول أسباب "احراق أخيه لنفسه حتى الموت". وعن تفاصيل روايتهم، كشف الأخ أن "الهالك يقطن لوحده بحي عادل بمقاطعة الحي المحمدي، وكان يجالس شابين أحدهما شقيق مالك المنزل الذي يعمل في سلك الشرطة، وقبل أسابيع من احراقه لنفسه، اكتشف أن هاتفه الذكي الذي تبلغ قيمته 3000 درهم سرق منه، وشك في أن أحد الشابين هو من قام بذلك، ليتوجه في أكثر من مناسبة إلى مركز الأمن لتقديم شكاية بهما".
أخ الهالك، قال إن "مصالح الأمن لم تتعامل بجدية مع شكايته، وأحس أنه (تحكر)، وصرح لأخته أنه لن يتنازل عن حقه رغم أن الأمر له علاقة بهاتف فقط، وتوعد بفعل أي شيء لاسترجاعه، كما أن صديق له اقترح عليه تعويضه عن الهاتف الذي سرق منه، لكنه رفض، ليقوم يوم الثلاثاء بإحراق نفسه".
وصرح جمال عراض، في حديثه لـ"تيل كيل عربي"، أنه سيتوجه يوم غد الاثنين إلى مقر ولاية أمن الدار البيضاء لوضع شكاية حول الموضوع، وطلب إعادة فتح التحقيق في ظروف وملابسات احراق شقيه لنفسه حتى الموت.
من جهتها، قالت ولاية أمن الدار البيضاء في بلاغها الذي توصل الموقع بنسخة منه، إن "الأبحاث المنجزة في المحيط الاجتماعي للهالك، وتحصيل إفادات أفراد عائلته، أوضحت أن هذا الأخير كان يعاني من مشاكل اجتماعية عديدة، كانت لها تداعيات على وضعه النفسي، وهو ما يرجح وقوفها وراء تعريض نفسه للإيذاء العمدي عن طريق إضرام النار".
وحول خلفيات وأسباب هذا الحادث، فقد أوضحت التحريات والمعاينات المنجزة، وعملية مراجعة كاميرات المراقبة، أن الهالك أقدم على إضرام النار في جسده بشكل تلقائي بمعزل عن المواطنين وعن أي موظف للأمن الوطني، وهو ما يفند الإدعاءات التي ربطت بين هذا الحادث وبين تسجيل مخالفة مرورية وهمية في حق المعني بالأمر، علما بأن هذا الأخير لم يكن يتوفر ساعتها على اي دراجة نارية أو عربة ذات محرك".
وكانت ولاية أمن الدار البيضاء، حسب نص بلاغها، قد تفاعلت بجدية كبيرة مع هذه الادعاءات، وباشرت في شأنها بحثا دقيقا أوضح ان الأمر يتعلق بإقدام شخص على إضرام النار في جسده يوم 20 فبراير الجاري بساحة دكار بمنطقة أنفا بمدينة الدار البيضاء، مستعملا مواد مسهلة للحريق، وذلك قبل أن توافيه المنية بالمستشفى في اليوم الموالي لوقوع الحادث.