لن يدرك الطائرة التي كانت رحلتها من مطار المنارة بمراكش ستقله إلى وجهته. يتحدث بنوع من التسليم، فهو يعتبر أن تأخر القطار عن موعده، ليس استثناء، بل كما الآخرين كان يمني النفس بأن يخيب القطار ظنه.
حضر ذلك الشاب الخمسيني، أول أمس الأحد، إلى محطة القطار الدار البيضاء المسافرين، كي يستقل قطار الثالثة وخمسة وثلاثين دقيقة، حيث كان يخطط بأن يصل إلى محطة مراكش بعد ثلاث ساعات ويقصد مطار المنارة، حيث يفترض أن تقله الطائرة بعد ساعتين إلى حيث يقيم بأوروبا.
يتحدث بنوع من التسليم بعد أن تيقن أنه غير مدرك رحلة الطائرة. التسليم ذاته تسرب إلى الكثير من المسافرين الذين تأخر القطار الذي يفترض أن يقلهم إلى مدينة مراكش من الدار البيضاء.
أعلنت اللوحة الإلكترونية عن تأخير رحلة الثالثة وخمسة وثلاثين دقيقة إلى السادسة وتسعة عشرة دقيقة بعد الزوال، وإرجاء رحلة الرابعة وخمسة وثلاثين دقيقة إلى السادسة وستة وعشرين دقيقة، تليها رحلة أخرى في الساعة السادسة وثلاثين دقيقة، التي كانت يفترض أن ينطلق قطارها في الخامسة وخمسة وثلاثين دقيقة.
تساؤلات كثيرة يطرحها المسافرون، فهذه شابة تخبر سيدة تأخر قطارها، بأن كان يفترض فيها أن تستقل قطارا الثالثة وخمسة وثلاثين دقيقة، وتستقل بعد ذلك القطاع الرابط بين بنكرير واليوسفية. تتساءل حول ما إذا كانت ستبلغ مدينتها.
الغاضبون من تأخر القطاع نصحوا من قبل حراس الأمن الذي يوجدون عند مدخل السكة بأن يتوجهوا إلى المؤطر لعلهم يجدون لديه أجوبة على الأسئلة التي تحولت إلى قلق في العيون.
قصدوا قاعة التذاكر بحثا عن المؤطر (Encadrant)، سألوا عنه، أخبروا بأنه آت، لكن لم يظهر له أثر. رجح البعض أن يكون يستفسر رؤساءه حول التدابير الواجب اتخاذها، بينما أكد آخرون أنه لايريد مواجهة الزبناء الغاضبين.
عند الاتصال بمسؤولي التواصل بالمقر المركزي للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أكدوا لـ"تيلكيل عربي"، أن "التأخير لا يحدث كثيرا"، وبأن القطار قادم، ووعدوا بأن تقدم التوضيحات للمسافرين، غير أن المؤطر لم يأت، وعندما حضر بعد ما علا صراخ بعض المسافرين في قاعة التذاكر، بعد ساعة من البحث عنه ، اكتفى بإخبار المتسائلين بأن عطلا أصاب قطارا على المستوى القنيطرة تسبب في التأخير.
أحدهم تساءل حول السبب وراء عدم تسخير حافلات من أجل نقل الناس، لم يجد جوابا، بينما تساءلت سيدة حول الفائدة من توفير محطة حديثة، إذا كان القطار مازال يتأخر عن موعده.
لوح البعض باللجوء إلى "فيسبوك" من أجل الإخبار بمحنتهم، واختار آخرون الحصول من مسؤولي المحطة على ورقة التأخير من أجل مراسلة المكتب الوطني للسكك الحديدية، وتساءلت سيدة بعدما استبد بها الغضب حول الجدوى من توفير تجهيزات مريحة في المحطة إذا كان القطار لا يحترم مواعيده، بينما سكنت الحيرة والغضب في عيون نساء ورجال، اختاروا الانتظار، فلا فائدة، كما يقول الشاب الذي أخلف موعده مع رحلة الطائرة من مطار مراكش من الاحتجاج، فـ"أعصاب القطار من حديد.. الله يهديهم".