أمام جنايات الدار البيضاء.. الأم التي ألقت بأبنائها من النافدة تكشف عن معاناتها

تيل كيل عربي

استمعت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أمس الاثنين 16 مارس، إلى الأم المتهمة برمي أطفالها الثلاثة" من الطابق الرابع، بإحدى العمارات السكنية بحي "أناسي" بالدارالبيضاء، قبل أن تؤجل المحكمة الملف إلى يوم سادس أبريل القادم، من أجل الاستماع إلى مرافعات النيابة العامة ودفاع المتهمة.

ولم تتوقف الأم عند الاستماع إليها من طرف المحكمة، عن البكاء، إذ كان يسمع نحيبها بين الحين والآخر،خصوصا وأن القاعة كانت شبه فارغة باستثناء المحامين وهيئة الحكم، بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة على صعيد المحاكم، ارتباطا بانتشار فيروس كورونا.

وهكذا، كشفت الأم تفاصيل جزء مهم من حياتها، وعن معاناتها النفسية، قبل أن تقدم على ما فعلت،  حيث أفادت أنها عاشت يتيمة بعد أن تخلت عنها والدتها وهي ماتزال صغيرة، قبل أن تتكفل بها جدتها ثم عمتها.

وأضافت أن معاناتها تفاقمت في كبرها، إذ فقدت خطيبها الذي توفي قبل الزواج، وعندما تزوجت ثانية، أصبح الزوج يعنفها مما دفعها إلى طلب الطلاق منه، وأصبحت بالتالي تتناول أدوية لعلاج الاكتئاب، مشيرة أنها سبق لها أن حاولت أن تنتحر قبل إقدامها على رمي أطفالها من السطح.

كما صرحت أمام المحكمة أنها لاتتذكر أي شيء عن لحظة قيامها برمي أطفالها من سطح العمارة.

وكان دفاع المتهمة قد التمس، في الجلسة السابقة، من هيئة المحكمة ضرورة الحصول على التقرير الطبي المنجز من قبل الطبيبة المشرفة على المتهمة "ر.س" بالمؤسسة السجنية "عكاشة"، وذلك قصد تأسيس الملتمس الأولي الرامي لعرض المتهمة على خبرة طبية مختصة في الأمراض النفسية والعقلية، قصد بت وتوضيح مدى توافر الإدارة والإدراك بشكل يسمح بقيام المسؤولية الجنائية.

وتعود وقائع هذا الملف إلى يوم 13 أكتوبر الماضي، حين أقدمت الأم/المتهمة على إلقاء أبنائها الثلاثةـ والذين تتراوح أعمارهم مابين 8 أشهر و 10 سنوات، من نافدة بالطابق الرابع بإحدى العمارات السكنية بحي "أناسي" بالدارالبيضاء، مما تسبب في إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة، حيث تم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية.