منح يوسف البلايلي المنتخب الجزائري الخميس بطاقة التأهل الى الدور ثمن النهائي لكأس الأمم الإفريقية في كرة القدم، بتسجيله هدف الفوز 1-صفر على السنغال في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الثالثة، في أحد أبرز مواعيد الدور الأول للبطولة المقامة في مصر حتى 19 يوليو.
وللمباراة الثانية تواليا، قدم منتخب المدرب جمال بلماضي عرضا هجوميا قويا وأداء دفاعيا صلبا احتوى هجوم أفضل منتخب إفريقي في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، على رغم أن السنغال استعادت في هذه المباراة خدمات نجمها ساديو مانيه الذي غاب عن المباراة الأولى للإيقاف.
وبنتيجة الفوز على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة، انفردت الجزائر بصدارة المجموعة بست نقاط، محققة فوزها الثاني بعد أول على كينيا 2-صفر، بينما تلقت السنغال الخسارة الأولى (فازت على تنزانيا 2-صفر أيضا في الجولة الأولى).
وطوى المنتخب الجزائري في انطلاق هذه النسخة تجربته المريرة مع البدايات المتواضعة. وهي المرة الأولى يتمكن فيها ثعالب الصحراء من تحقيق فوزين تواليا في المباراتين الأوليين لدور مجموعات أمم إفريقيا منذ نسخة 1990 على أرضهم، عندما أنهوا البطولة بإحراز لقبهم الوحيد.
ولم يجر بلماضي أي تغيير على تشكيلة المباراة الأولى، بينما قام مدرب السنغال آليو سيسيه ببعض التغييرات، فاستعان بشيخو كوياتيه في مركز الظهير الأيسر بدلا من ساليف سانيه الذي تعرض لإصابة في الكاحل ستبعده عن الدور الأول، وألفريد نداي بدلا من إدريسيا غوي، بينما كان الأبرز عودة نجم ليفربول الإنكليزي مانيه.
وقال مانيه بعد المباراة لقناة "تايم سبورتس" المصرية "كانت المباراة صعبة بالنسبة لنا، بذلنا الكثير من الجهد وحاولنا أن نضغط وحاولنا أن نفوز، لكن كان هناك الهدف".
وتبادل المنتخبان الهجمات مطلع الشوط الأول بإيقاع مقبول، مع أفضلية جزائرية لاسيما عبر بغداد بونجاح، دون نجاح في هز الشباك.
وبعد محاولة سنغالية خجولة من تسديدة ضعيفة لكيتا بالدي اثر اختراق لمانيه على الجهة اليسرى (5)، بدأ الهجوم الجزائري بالتحرك لاسيما عبر الرباعي رياض محرز-سفيان فغولي-البلايلي-بونجاح، والذي أثبت تجانسه وسرعة حركته بدءا من المباراة الأولى.
ونفذ البلايلي في الدقيقة 15 ركلة حرة قوية بعد لمسة يد على كوياتيه أوقف بها تسديدة من خارج المنطقة لبونجاح، لكن الحارس السنغالي إدوار مندي تمكن من إيقافها بنجاح.
وضغط المنتخب السنغالي في الدقائق اللاحقة وتمكن من الحصول على أكثر من ركلة حرة متتالية خارج حدود المنطقة الجزائرية، دون أن تثمر.
ومن ركلة حرة نفذت مباغتة من نصف الملعب الجزائري، انفرد بونجاح على مشارف المنطقة السنغالية، وتمكن ببراعة من تجاوز مندي عبر رفع الكرة من فوقه، لكنه فقد توازنه، ما أتاح لقلب الدفاع كاليدو كوليبالي التدخل وإبعاد الكرة قبل انفراد مهاجم السد القطري بالمرمى الخالي (27).
وكان بونجاح محور الخطر في ما تبقى من الشوط، واقترب من هز الشباك السنغالية مرتين، أولها في الدقيقة 45 من كرة رأسية من مسافة قريبة تابع بها ركلة حرة نفذها محرز، لكن كرته مرت بجانب القائم الأيسر، والثانية تسديدة من على مشارف المنطقة في الدقيقة 45+2 ارتمى نحوها مندي وأبعدها بأطراف أصابعه الى ركنية.
ودخل المنتخب الأخضر الشوط الثاني ضاغطا من الدقيقة الأولى وعازما على تحويل أفضليته النسبية في الشوط الأول الى أهداف، لاسيما في ظل قدرة الدفاع الجزائري على الحد من خطورة مانيه وبالدي.
وفي حين كان بونجاح محور الهجوم في الشوط الأول، كان النشاط مطلع الشوط الثاني من نصيب فغولي الذي سدد بداية في الدقيقة 46 بالقدم اليسرى من خارج المنطقة كرة غير بعيدة عن القائم الأيمن.
وبعد دقائق، منح لاعب غلطة سراي التركي التمريرة الحاسمة للهدف الأول عندما اخترق المنطقة السنغالية عن الجهة اليمنى اثر تمريرة محنكة من محرز، فرد الكرة عكسية الى البلايلي المنفلت من الرقابة، فهيأها بهدوء من على مشارف المنطقة وأطلقها صاروخية على يمين مندي الذي لم يحرك ساكنا والكرة تتجه الى شباكه (49).
ونجحت الجزائر في كبح الضغط السنغالي لتعديل النتيجة، وكادت أن تعزز أفضليتها بعد مجهود فردي وتسديدة قوية من محرز من خارج المنطقة بالقدم اليسرى، مرت قريبة من القائم الأيسر (71).
وشهد ربع الساعة الأخير ضغطا هائلا من المنتخب السنغالي امتحن قدرات الحارس رايس مبولحي أكثر من مرة، لاسيما عبر تسديدة قوية من يوسف سابالي أبعدها حارس المرمى الجزائري بصعوبة، قبل أن يكملها ألفريد نداي برأسه خارج المرمى من مسافة قريبة (79).
كما هدد بونجاح شباك فريقه عندما حول ركلة حرة سنغالية نحو مرمى مبولحي، لكنها مرت عالية عن العارضة (89).
واختير الجزائري اسماعيل بن ناصر أفضل لاعب في المباراة التي تليها في وقت لاحق اليوم، المباراة الثانية في المجموعة بين كينيا وتنزانيا.