يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء للمرة الثالثة إلى منصة الأمم المتحدة التي تفتتح أعمال جمعيتها العامة لكي يعرض استراتيجيته بشأن ايران والتي تثير تساؤلات في أجواء من التوتر الشديد.
وقال الاثنين "الكثير من الأمور تحصل بخصوص إيران، أكثر مما يعرفه الصحافيون" مثيرا تكهنات جديدة حول مبادرة محتملة.
وسيحرص ترامب على الأرجح على التوجه بكلمته إلى قاعدته الانتخابية قبل حوالى 400 يوم من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فقد وعد الملياردير الجمهوري بالتحدث عن "النجاحات الهائلة" للولايات المتحدة ووضع الاقتصاد الأميركي الذي وصفه بأنه "رائع".
لكن يخيم على خطابه التهديد الذي أطلقته المعارضة الديموقراطية باحتمال إطلاق اجراء إقالة بعد الكشف عن معلومات عن سعي الرئيس الجمهوري، عبر ممارسة ضغوط على أوكرانيا، لإيذاء خصمه الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات.
إلا أن الرئيس الأميركي أكد الاثنين أنه مطمئن وأنه "لا يأخذ مطلقا على محمل الجد " ما يتردد عن السعي لإقالته من منصبه.
ويلقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يضطلع بدور أساسي أيضا في الملف الايراني، كلمته امام الجمعية العامة بعد الظهر. وكان ماكرون الذي يقوم بدور وسيط في هذا الملف أعلن الاثنين انه لا يزال يريد أن يؤمن "بأن شيئا ما قد يحصل" هذا الأسبوع في نيويورك.
فهل يعقد اللقاء التاريخي بين دونالد ترامب وحسن روحاني؟
اعتبارا من الإثنين باتت كل الأنظار متجهة إلى الرئيسين الأميركي والإيراني المتواجدين في نيويورك، لكن الرئيس الأميركي قال الاثنين انه لا يمكنه أن يستبعد إجراء لقاء مع نظيره الايراني حسن روحاني خلال تواجدهما في الامم المتحدة هذا الأسبوع، لكن لا شيء مقررا في الوقت الراهن.
وقال للصحافيين "أنا لا استبعد أي شيء"، مضيفا أن "لا شيء مقررا في هذه اللحظة".
وسيلتقي ماكرون الرئيس الاميركي مجددا الثلاثاء، بعد لقاء غير رسمي معه الاثنين، واجتماعه مع روحاني الاثنين.
وقالت هيثر كونلي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "مرة جديدة سنرى ماكرون في دور الوسيط، ماكرون بطل التعددية".
الرئيس روحاني يلقي خطابه الاربعاء.
ويحتمل ان يخفف ترامب من هجماته ضد الدبلوماسية المتعددة الاطراف أمام ممثلي الدول الاعضاء في الامم المتحدة ال193 سعيا منه للحصول على دعم في الملف الايراني.
والاثنين نال تشجيعا من "صديقه" رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي قال أن بإمكان الرئيس الأميركي التفاوض على اتفاق نووي مع إيران "أفضل" من ذلك الذي توافقت عليه طهران في السابق مع القوى الكبرى عام 2015.
وأضاف "أعتقد أن هناك شخصا واحدا يمكنه إبرام اتفاق أفضل (...) وهذا الشخص هو رئيس الولايات المتحدة. آمل أن يكون هناك اتفاق يبرمه ترامب".
ومنذ ان انسحب ترامب عام 2018 بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى والهادف الى منع الجمهورية الاسلامية من امتلاك السلاح الذري، تشدد فرنسا وبريطانيا والمانيا على ضرورة انقاذ النص القائم.
في العام 2017 وخلال ظهوره الاول امام الجمعية العامة للامم المتحدة وعد ترامب بان "يدمر بشكل كامل" كوريا الشمالية مؤكدا ان الزعيم كيم جونغ اون يقوم "بمهمة انتحارية".
ومنذ ذلك الحين أطلق حوارا مع نظام بيونغ يانغ لكنه لم يحقق نتائج حتى الان. وبعد قمتين في سنغافورة وهانوي ومصافحة رمزية جدا في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، لم يتم الاعلان عن أي جدول زمني للمفاوضات.
وهناك ملف أخرى موضع ترقب في كلمة الرئيس الاميركي وهو فنزويلا. فمنذ ان اعترفت الولايات المتحدة وتبعتها حوالى خمسين دولة في مطلع السنة بالمعارض خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد، لم يتغير الوضع كثيرا