يهدف ميثاق الأمم المتحدة للهجرة الذي تم إعلانه وتبنيه الاثنين في المغرب إلى تعزيز "التعاون في مجال الهجرة الدولية من جميع جوانبها".
ودفعت حساسية هذه المسألة دولا عدة في العالم إلى التراجع عن تعهداتها في هذا النص رغم أنه "غير ملزم قانونا ".
يعزز الميثاق المؤلف من أربعين صفحة "التعاون الدولي في مجال الهجرة بين جميع الجهات الفاعلة المعنية بالهجرة، ويقر بأنه لا يمكن لأي دولة أن تعالج مسألة الهجرة بمفردها ويؤيد سيادة الدول والتزاماتها بموجب القانون الدولي".
ويضيف النص أن الهجرة تؤثر "في بلداننا ومجتمعاتنا المحلية والمهاجرين وأسرهم بطرق مختلفة جدا لا يمكن توقعها أحيانا " لكن "من الأهمية بمكان أن توح دنا التحديات التي تشكلها الهجرة الدولية والفرص التي تتيحها بدلا من أن تفرق بيننا".
وتؤكد الوثيقة أيضا أن "الهجرة سمة مميزة لعالمنا الذي تسوده العولمة، اذ إنها تربط المجتمعات من الداخل وعبر جميع المناطق، ما يجعلنا جميعا بلدان منشأ وعبور ومقصد".
ويتابع النص "ضمن هذا النهج الشامل، نهدف إلى تيسير الهجرة الآمنة والمنظمة والقانونية، مع الحد من الهجرة غير القانونية والتقليل من أثرها السلبي من خلال التعاون الدولي واعتماد مجموعة من التدابير الواردة في هذا الاتفاق العالمي".
ويضيف "ينبغي ألا تكون الهجرة أبدا عملا مدفوعا باليأس. وعندما تكون كذلك، يجب أن نتعاون من أجل تلبية حاجات المهاجرين في حالات ضعفهم، والتصدي للتحديات ذات الصلة. ويجب أن نعمل معا من أجل تهيئة ظروف تسمح للمجتمعات المحلية والأفراد بالعيش بأمان وكرامة في بلدانهم".
ويحدد الميثاق 23 هدفا من بينها: "تقليص الدوافع والعوامل البنيوية السلبية التي تضطر الناس إلى مغادرة بلدهم الأم"، "إنقاذ الأرواح"، "تعزيز التدابير الوطنية لمكافحة تهريب المهاجرين"، "عدم اللجوء إلى احتجاز المهاجرين إلا كملاذ أخير" و"تيسير حصول المهاجرين على الخدمات الأساسية".
ويورد النص ايضا "نلتزم أن يدعم بعضنا البعض الاخر في تحقيق الأهداف والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في هذا الاتفاق العالمي من طريق تعزيز التعاون الدولي، وتنشيط الشراكة العالمية (...) بروح من التضامن".
ويتابع "نقرر إنشاء آلية لبناء القدرات في الأمم المتحدة، بالاستفادة من المبادرات القائمة، تدعم جهود الدول الأعضاء الرامية إلى تنفيذ الاتفاق العالمي".
وتعهد موقعو الميثاق أيضا "إنشاء منصة عالمية للمعلومات تكون مصدرا مفتوحا للبيانات على شبكة الإنترنت" و"شبكة تابعة للأمم المتحدة معنية بالهجرة"، تكون المنظمة الدولية للهجرة مكلفة بها.