شكل تحقيق السيادة الصحية في القارة الإفريقية عبر الاستثمار في المجال محور لقاء عقد، اليوم الجمعة، بطنجة، في إطار أشغال منتدى "MEDays" الدولي، بمشاركة عدد من الخبراء والفاعلين الاقتصاديين في المجال الصحي.
وتدارس المشاركون، خلال الندوة المنظمة تحت شعار: "الاستثمار في الصحة: تحقيق للسيادة الصحية"، سبل الاستثمار في القطاع الطبي من أجل تحقيق سيادة صحية فعالة وشاملة في إفريقيا، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب بين إفريقيا والعالم.
وفي هذا الصدد، أكدت الأخصائية في جراحة الجهاز الهضمي، والعضوة باللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، رجاء أغزادي، على أن تحقيق السيادة الصحية في القارة الإفريقية أصبح أمرا ملحا للغاية، داعية إلى تكثيف الجهود بين كل المؤسسات والجهات الفاعلة في المنظومة الصحية، لتحقيق تغطية صحية شاملة بالقارة.
وقالت أغزادي إن "الساكنة في إفريقيا، الآن، لا زالت لم تستطع تحقيق الولوج الشامل للتغطية الصحية الأساسية، بنسبة 50 في المائة"، مشيرة إلى أنه يجب التغلب على التحديات المطروحة لضمان وصول عادل للخدمات الصحية والعمل على تجويد القطاع.
وتابعت المتحدثة نفسها: "باعتبارنا متخصصين في مجال الصحة، فإن مسؤوليتنا هي التفكير في النظم الصحية"، مشددة على ضرورة العمل على تكوين أطر متخصصة في المجال، وتوفير الوسائل اللوجستية من معدات طبية، ومستشفيات تتلاءم مع المعايير الدولية، لاسيما في سياق مواجهة الأزمات الصحية العالمية.
من جهته، أبرز المدير العام للوكالة البلجيكية للتنمية "إينابيل"، جون فان ويتر، أن ضمان السيادة الصحية رهين بالعمل، أولا، على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لاسيما الاستثمار في تعزيز البنيات التحتية والرأسمال البشري، بالإضافة إلى إحداث وكالة الأدوية في إفريقيا.
وأشار ويتر إلى أن الدول الأوروبية عملت على إستراتيجية الوصول إلى الرعاية الصحية ذات جودة، وبأسعار معقولة للمواطنين، مضيفا: "نعمل، الآن، على توفير تغطية صحية معقولة وفعالة، تناسب القدرة الاقتصادية للساكنة، على مستوى 21 دولة إفريقية".
ومن جانبها، تطرقت المديرة العامة لشركة "Theralase Technologies"، العاملة في مجال الصيدلة، كوثر البياتي، إلى النقاط الرئيسية التي يجب على كل حكومة الاهتمام بها لتحقيق التنمية، على جميع المستويات؛ ويتعلق الأمر بالحكامة الجيدة، والتكنولوجيا، والصناعة، موضحة أن العامل الأخير يشمل البحث والتطوير والتصنيع المحلي.
وأكدت البياتي على أن إفريقيا تواجه تحدي مواكبة الرقمنة في المجال الصحي، مبرزة أن المغرب يعد عنصرا مهما في هذا الورش؛ حيث أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تعمل على الرقمنة ضمن إستراتيجية اشتغالها.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي، دعت المتحدثة الحكومات إلى اعتماد سياسة مالية ناجعة، لاسيما أن إفريقيا تتمتع بمؤهلات بشرية هائلة، مشيرة إلى أنه "يجب العمل، أيضا، على الخفض من النفقات، والرفع من الميزانية الموجهة للقطاع الصحي، لتحقيق الأمن الصحي".