لم يكتف فيروس "كوروا" بوقف سير الحياة العادية في إسبانيا وقتل الآلاف، بل طال تأثيره الخطاب السياسي لأشهر حزب متطرف في الجارة الشمالية، والسبب ببساطة هو الحاجة الملحة لليد العاملة لجني المحاصيل في زمن الوباء.
وغير حزب "فوكس" اليميني من موقفه اتجاه المهاجرين، بعدما كشفت أرقام رسمية أن إسبانيا تحتاج اليوم إلى أكثر من 300 ألف عامل، ووفق الأرقام الرسمية الإسبانية، فإن نصف العمال المغاربة الذين كان يفترض بهم الالتحاق بالحقول الإسبانية لم يتمكنوا من ذلك بسبب إغلاق الحدود بين البلدين بسبب الجائحة.
ولم تجبر أزمة الفيروس المواطنين فقط على الحجر الصحي ، بل أجبرت حزب "Vox" أيضا على عزل الخطاب النقدي اليميني بشأن الهجرة إلى إسبانيا.
فزعيم حزب "فوكس" سانتياغو أباسكال، الذي كان يطالب بداية بمحاسبة الأجانب على الرعاية الصحية وسط الوباء، لكن الطلب المتزايد على العمالة الأجنبية في القطاع الزراعي خلال فترة الحصاد الحرجة جعلت خطابه النقدي أكثر مرونة.
وتقدمت مجموعة "فوكس" البرلمانية بمقترح قانون تطلب فيه من الحكومة خطة مساعدة وطنية للقطاع الفلاحي.
واقترح الحزب اليميني أن يجري تسهيل مأمورية 6000 عامل زراعي مغربي، وصلوا إلى إسبانيا قبل إغلاق الحدود، ويعتقد الحزب أن العديد منهم لن يتمكنوا من إتمام عقودهم، بسبب نقص الطلب، وسيجدون أنفسهم في "وضع حساس" لأنهم لا يستطيعون العودة إلى بلادهم. لهذا السبب، يعتبر أنه "من الضروري نقل هؤلاء العمال" و"حل العقبات القانونية" لأنه على الرغم من أنهم قد تم تعيينهم لحملة معينة، يمكنهم العمل في قطاعات أخرى.
وقد مددت الحكومة الإسبانية بالفعل، بالاتفاق مع رجال الأعمال والجهات الفاعلة الاجتماعية، عقود العمال الموسميين المحاصرين في إسبانيا بسبب إغلاق الحدود. بالإضافة إلى ذلك، وفي محاولة للتعويض عن نقص العمالة في الميدان، جعلت الحكومة من الممكن جعل بدل البطالة متوافقا مع الأجور الزراعية ومددت تصريح العمل للأجانب لأولئك الذين انتهت صلاحيتهم قبل 30 يونيو.
ويرى الحزب المتطرف أن أي عامل رفض تغيير قطاع عمله فعلى السلطات ترحيله مباشرة، ويأتي موقف الحزب، بعد رواج مقطع فيديو في الأسبوع الماضي، لمهاجر من جنوب الصحراء في عندما سأل: "أين ثلاثة ملايين ناخبي فوكس الآن؟" إسبانيا بحاجة إليك. يحتاج المزارعون اليوم إلى 300.000 عامل يومي، ولكن لا يوجد ولا واحد منهم، سنحصد مكافآتكم، في عز الوباء، سندافع عنكم، سنطعمكم يا سادة فوكس. الآن أنتم بحاجة إلينا. تحيا الهجرة!".