خلف تدخل الطاقم الطبي للمنتخب المغربي بعد ارتطام رأس لاعبه نورالدين أمرابط بالأرض نتيجة احتكاك قوي مع لاعب من المنتخب الإيراني، يوم أمس الجمعة، موجة لغط وسخرية أثارها مقال لجريدة التابلويد الإنجليزية "الصن".
وقال الطبيب الرياضي محمد عتيق، في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، إن "الصن" ضخمت الأمر، وقدمت تدخل الفريق الطبي للمنتخب كأحد كليشيهات الغرب عن العالم الثالث، لكن هذا لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات.
وقال عتيق إن الأهم هو أن طبيب المنتخب رفض للاعب السماح بالعودة إلى اللعب، لأن بروتوكول الطب الرياضي يقول إن على الطبيب أن يتأكد أولا من فقدان اللاعب للوعي، ولكي يتبين الأمر، "عليه أن يتكلم معه، أن يسأله عن اسمه وعن في أي يوم هو وعن هوية خصم المباراة، ليتبين له مدى تفاعل اللاعب مع الأسئلة، وحتى لو استعاد اللاعب وعيه، فإنه يجب نقله على عجل بسيارة إسعاف تدخل الملعب، لإجراء مسح ضوئي على الجمجمة"، يوضح الطبيب عتيق.
ولا يرى الطبيب الطبي ذاته في تدخل طاقة الطبي مدعاة للسخرية، ويعتبر أن الحديث عن توجيه صفعات إلى اللاعب أمر مبالغ فيه، إذ هناك وسائل مختلفة منها استعمال سائل "هيبير" في القطن ووضعه في أنف اللاعب، أو رشه بالماء، كما أن توجيه بعض الصفعات ليس ممنوعا من أجل إيقاظ اللاعب ورصد ردة فعله من الضرب الخفيف".
وعن وضع كومة الثلج فوق رأس أمرابط، قال عتيق إن "الثلج يستعمل عادة للعضلات، ومن وضع الثلج ليس الطبيب بل هو الممرض، صحيح أن الثلج يوضع فوق العضلات، أو خلف الرقبة، وتحديدا في الجزء الأعلى من الرقبة، مع تدليك خفيف، هذا ما ينصح به لمن تعرض لضربة في الرأس أو الجمجمة، أو ضربة في العنق"، ويتابع "لكن وضع الثلج على رأس امبارط بتلك الطريقة لن يؤذيه أيضا".
الانتقاد الوحيد الذي وجهه عتيق للتدخل الطبي في حالة أمرابط كان طريقة وضعه بعد ان استعاد وعيه، إذ يرى عتيق أنه "كان على الطبيب إلزامه البقاء ممدا، خاصة وأن الضربة التي تلقاها لا يتبين منها إن كانت على مستوى الرأس أو العنق أو هما معا، وأن بروتوكول الطب الرياضي يلزمه بوضع الطوق الطبي على عنق اللاعب، ثم استدعاء سيارة الإسعاف لنقله إلى المستفى".
لكن عتيق يستدرك ويقول "ما لا يفهمه الجمهور هو أن الطاقه الطبي لأي فريق يعيش الضغوط ذاتها التي يعيشها أيضا اللاعبون"، وزاد موضحا "في إحدى مباريات الرجاء البيضاوي تعرض أحد اللاعبين إلى جرح على مستوى حاجب العين، وأردت رتق الجرح بسرعة حتى يتوقف نزيف الدم، لكن اللاعب رفض رؤية إبرة الخياطة من الأصل، وطالب بتطبيب دون خيط، فحاولت إقناعه لدقائق دون جدوى، فبين مطالبة الحكم بالإسراع، وضغط الجمهور، اكتفينا بوضع ضمادة، لكن النزيف تواصل فأمر الحكم بإخراج اللاعب، حينها جرى لوم الطبيب لأنه لم يقم بما يجب، في حين أن الحقيقة تقول إن اللاعب من رفض رتق جرحه".
وبالعودة إلى حالة نورالدين أمرابط، قال عتيق إن ارتجاجا في المخ لا يظهر عادة من خلال المسح الضوئي الأول، لذلك فإن على أمبرابط المكوث في المستشفى طيلة 72 ساعة، ثم إجراء مسح ضوئي ثان؛ إذ، حسب المتحدث ذاته، يمكن أن يخفي الارتجاج في المخ نزيفا بطيئا، أو انتفاخا للمخ مع مرور الأيام.