قررت وزارة السياحة تشكيل خلية أزمة من أجل تأطير عملية ترحيل السياح البريطانيين العالقين بالمغرب بعد الإعلان عن إفلاس العملاق البريطاني.
وأكد مصدر من الفيدرالية الوطنية للسياحة، لـ" تيلكيل عربي"، نبأ تشكيل خلية الأزمة بعد الإعلان عن إفلاس طوماس كوك، مشددا على أن العمل جار حول تفاصيل العملية، حيث ينتظر أن يتم تجميع المعطيات الواردة على الخلية من المستويات الجهوية والمحلية من أجل معالجتها.
و أشارت Medias24 في تقرير لها إلى أن التقديرات تفيد بالتوجه نحو ترحيل ما بين 1300 و1500 سائح من المغرب في الأيام المقبلة، حيث يتعلق الأمر بسياح بريطانيين وألمان وبلجيكيين وهولنديين، مؤكدة أن السياحة البريطانيين الذين يمثلون الأغلبية ستتكلف حكومة بلدهم بترحيلهم.
وأعلنت المجموعة البريطانية المتخصصة في السياحة والسفر " طوماس كوك"، عن إفلاسها، اليوم الاثنين، بعدما فشلت في نهاية الأسبوع في تعبئة 227 مليون يورو الضرورية للاستمرار في نشاطها.
وتواجه الشركة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى 178 عاما، صعوبات بسبب المنافسة من المواقع الإلكترونية، كما تعزو أزمتها إلى قلق المسافرين من بريكسيت.
وأطلقت في بريطانيا أكبر عملية إعادة مسافرين منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يتوجب، حسب فرانس برس، إعادة 600 ألف من زبناء الشركة أضحوا عالقين في العالم، من بينهم 150 ألف سائح بريطاني.
وصرحت الحكومة البريطانية بأنها استأجرت طائرات لإعادة سياح بريطانيين، علما أن المحطات الرئيسية للشركة توجد بجنوب أوروبا ودول البحر المتوسط، لكنها نظمت أيضا رحلات سياحية إلى آسيا وشمال إفريقيا والكاريبي..
وترتب توقف رحلات طائرات الشركة، إغلاق وكالات سفر، وترك 22 ألف موظف عبر العالم، من بينهم 9 آلاف في بريطانيا دون عمل.
ويعتبر المغرب معني بما طال شركة طوماس كوك، ما أفضى إلى تشكيل خلية أزمة، تضم الوزارة والمهنيين والمكتب الوطني المغربي للسياحة من أجل تأطير عملية ترحيل السياح العالقين بعد إفلاس الشركة.
ويفترض بعد الترحيل، تحديد الخسائر المحتملة بعد إفلاس طوما كوك، التي كانت التزمت في 2017، بنقل عدد السياح الذي يفدون على المغرب عبرها من 70 ألفا إلى 400 ألف، كما كانت أعلنت عن تسيير رحلة بين لندن ومراكش في نوفمبر المقبل.
ومازالت لم تصدر تقديرات حول الفواتير التي لم تؤدها الشركة للفاعلين المغاربة، زد على ذلك العقود المبرمة مع الشركة والتي لن تترجم على أرض الواقع.
وفي تونس، أشارت صحف محلية إلى أن الفواتير التي توجد في ذمة طوماس كوك تجاه شركائها في البلد المغربي، تقدر بنحو 60 مليون يورو، بينما قالت وزارة السياحة التونسية أنه تم ابلاغها بأن صندوق تعويض بريطاني سيتكفل بهذه المبالغ في غضون 40 يوما بعد آجال الفواتير.
وتتجلى أهمية الشركة المفلسة بالنسبة للسياحة بالمغرب، وما سيكون من تداعيات على الفاعلين المغاربة، إذا ما استحضرت أهمية السياح البريطانيين الوافدين على المملكة، الذين ينتظر أن يصل عددهم إلى 700 ألف في العام الحالي، حسب توقعات عبر عنها الكاتب العام البريطاني المكلف بالتنمية الدولية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا أندرو موريسون، قبل أسبوع.