أعلنَ سليمان حاشي، مدير المركز الوطني الجزائري للأبحاث في ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، عن انعقاد اجتماعات، قريباً، بين خبراءَ من البلدان المغاربية، من أجل تصنيف تراثهَا المشترك في فنِّ طبخ الكسكس تراثاً عالميّاً من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكُو).
وعلَّقت ويزة غاليز، باحثة في المركز نفسهِ، على الموضوع، بقولها إن هذا التصنيف سيسلط الضوء على هذا الطبق العريقِ والعابر للثقافاتِ، مضيفةً أن ''الكسكس بَقِيَ أصيلاً رغم مرور الزمن''.
كما أفادت، وفق وكالات الأنباء، أن التصنيف المحتمل لهذا الموروث تراثاً عالميّاً، سيكون اعترافاً وأداةً لتعزيز الروابط المتينة بين الشعوب، التي تستجيبُ لنفس التقاليد من خلال نفس التعابير المتعلقة بالطبخ، مبرزةً أن الكسكس، ككل عنصرٍ ثقافيٍّ، يعد وسيلة لتقريب الشعوب من بعضها البعض.
وأكدت غاليز، أيضاً، أن متطلبات اليونسكو تتمثلُ في وجوب تعبير المجتمعات عن حِسِّ الانتماءِ والتملك حيال العنصر الثقافي المرادِ تصنيفهِ، مبينة أن طبق الكسكس يمثلُ مُرَكَّباً من مُرَكَّبَاتِ الهوية الثقافية، ويرمزُ إلى كل ما هو قُرْبَانٌ، إلى جانب تمييزهِ للأحداث الهامَّة؛ في السعادة والمأساة في العائلات والجماعات.
وأوضحت المتحدثة ذاتهَا أن طبقَ الكسكس يمثلُ بالنسبة لهؤلاء الشعوب وسيلة للتعبير عن تضامنهَا، علاوةً على علاقتهَا بالطبيعة، معتبرةً أن الدول المغاربية مدعوة إلى الشروع المشترك في دراسةٍ واسعة النطاقِ، لأجل الإحاطة بمعالمِ هذا الموروث المشترك، مُتأسِّفَةً على كونهِ لا يشكِّلُ، حتَّى اليوم، سوى عنواناً جزئيا أو كليا لبعض الكتابات، دونَ أن يرقى إلى ما هو مطلوبٌ.
وأفادت المتحدثة نفسُهَا، في استجوابٍ لهَا عن القيمة الاقتصادية لهذا الميراث القديم، أن الكسكس في مجملِهِ أهم من البترول، وذلك لأنه اجتازَ، حسبها، الحدُودَ، ولقي اعترافاً دوليا به، طالما أنه حاضرٌ في خمس قارَّاتٍ، وفق غاليز.