أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الأحد أن السلطات حجبت بشكل مؤقت تطبيقي التواصل الاجتماعي "آنستاجرام" و"تلجرام"، على خلفية المظاهرات التي تشهدها مدن إيرانية منذ أيام احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد و ارتفاع الأسعار.
وقالت وسائل إعلام محلية، وفقا لقناة "سكاي نيوز" الإخبارية، إن التطبيقين تعذر استخدامهما عبر الهواتف المحمولة داخل البلاد، والتطبيقان هما "آنستاجرام" للصور، و"تلجرام" للرسائل النصية.
وأكد "بافيل دوروف"، رئيس مجلس إدارة شركة "تلغرام" المعلومات بشأن الحجب قائلا "إن السلطات الإيرانية تمنع الدخول إلى تلجرام على أكثرية الإيرانيين بعد رفضنا علنا إغلاق قناة (صداى مردم) وغيرها من القنوات التي تحتج سلميا".
وتتهم السلطات الإيرانية مجموعات تقول إنها "معادية للثورة" في الخارج باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة تطبيق "تلجرام"، للتحريض على العنف أثناء المظاهرات.
وتشهد إيران مظاهرات شعبية، منذ الخميس الماضي، سيما بالمدن الإيرانية الرئيسية ومنها العاصمة طهران، ومشهد، وقم، وقزوين، وأصفهان.
وحذرت السلطات الإيرانية، اليوم (الأحد)، من أن المتظاهرين "سيدفعون الثمن" وذلك غداة ليلة ثالثة من التظاهرات ضد السلطة في البلاد، قتل خلالها شخصان وتم توقيف العشرات بينما تعرضت مبان حكومية لهجمات.
وأظهرت تسجيلات "فيديو" نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد ليلا في أكبر التظاهرات بالبلاد منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 2009.
وانطلقت التظاهرات يوم الخميس الماضي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر بعدة مدن أخرى مع نزول الإيرانيين إلى الشارع احتجاجا على الضائقة الاجتماعية في البلد الخاضع منذ سنوات لعقوبات دولية بسبب أنشطته النووية.
وتواصلت التظاهرات التي استهدفت كذلك الحكومة يومي الجمعة والسبت، لكن مع حلول بعد ظهر الأحد، لم تعد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأي تظاهرة جديدة ضد الحكومة، وفي المقابل تظاهر مئات الطلاب في جامعة طهران دعما للحكومة، منددين كذلك بـ"الفساد وغلاء المعيشة".
وصرح وزير الداخلية عبد الرضى رحماني فضلي للتلفزيون الرسمي "الذين يبادرون بهدم الممتلكات العامة، وإثارة الفوضي وانعدام القانون، والمساس بأمن الشعب، مسؤولون أمام القانون بشأن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا ثمن هذا السلوك" مؤكدا "سنتحرك ضد أعمال العنف والذين يثيرون الخوف والرعب".
وقتل متظاهران أمس (السبت) خلال صدامات في مدينة دورود (غرب)، حسبما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور للتلفزيون الرسمي، متهما "مجموعات معادية واجهزة استخبارات أجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات".
وأكد ن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين، قائلا "هدفنا كان وضع حد سلمي للتظاهرات لكن وجود بعض الاشخاص والمجموعات ادى الى وقوع الحادث ومقتل شخصين".