انتزع مناهضو القرار الجماعي لمجلس مدينة طنجة، وضع الكماشة الحديدية المعروفة بـ "الصابو" على عجلات السيارات، التي لم يؤد أصحابها تذكرة التوقف في الشوارع العمومية الخاضعة للتدبير المفوض، (انتزعوا) حكما قضائيا لصالحهم في الصراع شركة استغلال خاصة تدعى "صوماجيك بارك"، والتي يشرف على تدبيرها نجل مسؤول سياسي بارز بطنجة، ما أضفى على الصراع بعداً سياسياً؟
الحكم القضائي صدر لفائدة المحامي بهيئة طنجة عمر بنعجيبة، والذي قامت الشركة المذكورة بوضع "الصابو" لسيارته في الشارع العام، قبل ثلاثة أيام، في حين رفض مستخدمو شركة "صوماجيك" نزع الكماشة الحديدية عن سياراته إلا بعد أداء ذعيرة 50 درهما، المحددة في القرار الجبائي الذي صادق عليه المجلس الجماعي في وقت سابق.
وبحسب نص الدعوى القضائية التي وصل "تيل كيل عربي" نسخة منها، فإن المحامي عمر بنعجيبة كان قد ركن سيارته بجوار محكمة الاستئناف بطنجة، وتوجه لمزاولة عمله كالمعتاد، وعند عودته تفاجأ بعقل سيارته بـ "صابو"، وبعدما امتنع مستخدمو شركة "صوماجيك بارك" إزالته عن عجلات عربته إلا بعد أداءه ذعيرة قدرها 50 درهما، بدعوى أنها لا تستند على أية مرجعية قانونية، ولأن هذا الإجراء يترتب عنه المس بحرية التنقل والتجول المنصوص عليها دستوريا، وينتج عنها الإضرار غير المبرر بصاحب السيارة، فإنه قرر اللجوء إلى القضاء الإداري بالرباط للحسم في الموضوع.
ويوم أمس الجمعة، حصل الطالب في الدعوى الاستعجالية على أمر قضائي مشمول بالنفاذ المعجل من المحكمة الإدارية بالرباط، يأمر شركة "صوماجيك بارك" بإزالة "الصابو" عن عجلات سيارته، التي كانت مركونة بشارع يوسف بن تاشفين منذ الأربعاء الماضي، وفي حالة امتناع المطلوب ضدها الإذن للطالب بإزالة "صابو" على نفقة الشركة.
الحكم القضائي السالف ذكره خلف ارتياحا كبيرا في أوساط المواطنين من ساكنة طنجة، والذين يخوضون منذ شهرين تقريبا معركة مفتوحة ضد قرار حجز السيارات بـ"الصابو"، وهو ما جعلهم يستقبلون المحامي عمر بنعجيبة الذي استصدر القرار الاستعجالي بالاحتفالات والزغاريد والدقة المراكشية، حيث اجتمع المواطنون وقاموا بتحرير السيارات الملغمة وحجزوا أداة "صابو" المثيرة للجدل.