اكتشاف السرطان قبل أن يسبب خسائر، وحتى قبل أن يتفاعل داخل الجسد، أمر يعمل منذ سنوات عدد من الباحثين على اكتشافه، من خلال أبحاث ترمي إلى العثور في دم الإنسان على علامات احتمال إصابته بالسرطان، فالداء تتسبب فيه بالأساس طفرة جينية تؤدي إلى ظهور الورم، وبحلول 2018، يبدو أنهم نجحوا في الأمر.
يأتي ذلك بعدما طور باحثون من جامعة جون هوبكين في بالتيمور، بالولايات المتحدة الأمريكية، فحصا دمويا، يمكن من الاكتشاف المبكر لثمانية أنواع من السرطان تعد الأكثر انتشارا في العالم بنسبة 70 %، ما يفتح باب الأمل أمام علاج كثير من الحالات قبل أن يبدأ السرطان في التفاعل داخل أجسادها والفتك بها.
دراسة نشرت أمس (الخميس 18 يناير) في مجلة "علوم"، كشفت أن الفحص جرب على 1000 شخص ، وكشف أنهم حاملون لأورام لكن لم تظهر عليهم بعد أعراض السرطان، ما يرشح فريق بالتيمور لنيل جائزة دولية وتسويق اكتشافهم، الذي يعد فحص دم يسمح برصد سرطانات المبيض، والكبد، والمعدة، والبنكرياس، والمريء، والقولون، والرئة، والثدي، قبل ظهور أعراضها.
وكشفت صحف أوربية بأن الباحثين أطلقوا على اختبار الدم الجديد اسم "كونسير-سيك"، وسعر إجرائه مستقبلا لن يتجاوز 500 دولار أمريكي، بينما تشير بعض التعليقات على أن الفحص الجديد، قد يساهم في ارتفاع القيام بالعلاجات غير الضرورية لأورام لا تتطور بالضرورة إلى سرطانات.
وقال الباحثون أن اختبار الدم الجديد تتراوح نسبة نجاحه في رصد السرطان مبكرا بين 30 % و98% حسب طبيعة الأورام.