شهدت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، مما أثّر بشكل كبير على الأسواق وأثار قلق المستهلكين.
وفي هذا السياق، ذكر ياسين الطايفي، الباحث في بيولوجيا الحيوان والمهني في المجال، أن "هناك مجموعة من العوامل المتتابعة التي أسهمت في خلق الوضع الحالي. أولها متعلق بالمواد الأولية التي نستوردها من الخارج، خاصة من الدول الغربية، حيث لا يتم إنتاجها محليًا، مثل الذرة والصوجا وغيرها من المكونات التي تدخل في التركيبة".
وأوضح الطايفي خلال تصريح لـ "تيلكيل عربي" أن "النقطة الثانية تتعلق باستيراد أمهات الكتاكيت، حيث يعتمد المغرب بشكل كبير على استيرادها من الدول الأوروبية أو من خارجها.
كما أشار إلى تأثير انفتاح السوق الحرة، التي تخضع لمعادلة العرض والطلب؛ فزيادة الإنتاج تؤدي إلى انخفاض الأسعار، في حين أن نقص الإنتاج يتسبب في ارتفاعها. كما أن شروع المغرب في تصدير الكتاكيت أسهم بشكل ملحوظ في ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء".
وأضاف الطايفي أن ارتفاع أسعار الأعلاف يعد السبب الرئيسي لزيادة تكلفة اللحوم البيضاء وإنتاج بيض الاستهلاك، حيث تمثل الأعلاف المركبة حوالي 75 بالمائة من التكلفة النهائية.
وأكد أن هذا الارتفاع يشكل عاملًا مباشرًا وأساسيًا. بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة وغير المسبوقة في أسعار الكتاكيت، موضحًا أنه، خلال مسيرته المهنية، لم يشهد من قبل وصول سعر الكتكوت إلى 12 درهما، واصفًا ذلك بالحدث الاستثنائي في تاريخ القطاع.
واختتم الطايفي حديثه قائلاً: "إن الإجراء الأول الذي يجب اتخاذه هو وقف تصدير الكتاكيت، أما على المدى المتوسط والبعيد، فيجب التركيز على إنتاج المواد الأولية محليًا عبر استغلال المساحات الزراعية الشاسعة في المغرب، إلى جانب البحث عن بدائل فعالة للأعلاف. كما أن تطوير منشآت تربية الدواجن يعتبر خطوة ضرورية لتعزيز الإنتاجية وتقليل تكاليف الإنتاج".