ارتفعت أسعار الغازوال منذ يوم أمس الاثنين، وسجلت سعر اللتر في محطات الوقود في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ما بين 9,62 دراهم و9,68 دراهم.
وتراوحت نسبة الزيادة ما بين 15 و10 سنتيمات للتر الواحد من الغازوال، بينما سجل سعر اللتر الواحد من البنزين انخفاضا بما بين 8 و10سنتيمات.
وتجري العادة أن تحين أسعار الوقود في المغرب مرتين في الشهر، ورغم الارتفاع الطفيف في سعر الغازوال وانخفاضه بالنسبة للبنزين، يستمر الترقب الشهر المقبل، خصوصا مع تأثر أسواق النفط العالمية بتراجع حجم الإنتاج، خاصة بعد تعرض مقر عملاق النفط السعودي "أرامكو" لهجمات من طرف الحوثيين في اليمن، ما أثر على وتيرة الإنتاج اليومي السعودي للنفط.
وذهبت مؤسسة "إس أند بي بلاتس" للمعلومات الاقتصادية الثلاثاء، السعودية ستحتاج لشهر على الأقل لتعوض نحو ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا، أي نحو نصف الإنتاج الذي توقف بعد الهجوم على منشأتي نفط السبت، على ما أعلنت .
وسجلت أسعار النفط ارتفاعا الإثنين بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي تسبب بانخفاض في الإمدادات في العالم، فيما يخيم الغموض على الأسواق العالمية حيال متى تستطيع المملكة الثرية استعادة إنتاج النفط بنفس الحجم مجددا، حسب فرانس برس.
وقالت المؤسسة وهي مزود عالمي مستقل لبيانات المؤشرات السعرية لأسواق الطاقة في بيان "عند هذه النقطة، يبدو أن نحو ثلاثة ملايين برميل من إمدادات الخام السعودي ستنقطع لشهر على الأقل"، علما أنالسعودية تنتج 9,9 مليون برميل يوميا، تصدر 7 مليون برميل يوميا منها معظمها للسوق الآسيوي.
وذكرت "إس أند بي بلاتس" أن "السعودية ستقول على الأرجح إن باستطاعتها إمداد زبائنها في شكل كامل، رغم أن ذلك يشكل تحديا مع مرور الوقت. أي إشارة لتأجيل أو تقليل الإمدادات ستؤدي لمزيد من ارتفاع الأسعار في الأسابيع والأشهر المقبلة"، حسب ما نقلته فرانس برس.
وذكرت تقارير الاثنين أن المملكة ستستعيد فورا على الأرجح ما يصل إلى 40 بالمئة من الإنتاج المفقود، لكن خبراء قدموا اراء متعارضة بخصوص كم من الوقت ستحتاج السعودية لاستعادة الإنتاج لمستوى ما قبل الهجمات.
وأشعلت الأزمة المخاوف بخصوص اندلاع نزاع في منطقة الخليج الرابضة على برميل بارود وأثارت تساؤلات بخصوص الأمن في حقول النفط في أكبر مصد ر للنفط في العالم وكذلك بالنسبة لعدد من منتجي النفط في المنطقة.
وقال مركز ابحاث "كابيتال ايكونومكس" ومقره لندن، إنه إذا استطاعت السعودية استعادة كامل إنتاجها بحلول الاسبوع المقبل، ستنخفض أسعار النفط سريعا إلى نحو 60 دولارا للبرميل،لكن إذا استمرت جهودها أشهرا واستمرت التوترات، فقد يصل سعر خام برنت إلى 85 دولارا للبرميل.
وبلغت أسعار خام برنت الثلاثاء، أكثر من 68 دولارا للبرميل في شكل طفيف ما يمثل تراجعا بسيطا بعد ان شهدت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 20% الاثنين، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.
وسيراقب المغرب التطورات التي تشهدها سوق النفط الدولية، في ظل لجوئه لاستيراد البترول المكررر منذ إقفال مصفاة " سامير" منذ غشت 2015، حيث أن ارتفاع الأسعار في السوق الدولية، سينعكس على فاتورة النفط المستورد، بما لذلك من تأثير على عجز الميزان التجاري، كما أن ذلك سيغذي المخاوف حول سعر البنزين والغازول في ظل تحرير أسعارهم منذ دجنبر 2015.