عرف عدد ليالي المبيت بمختلف مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بإقليم الحوز ارتفاعا بنسبة 48 بالمائة خلال شهر يناير، كما بلغ عدد ليالي المبيت بمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة حوالي 55.009 ليلة خلال يناير 2025.
في هذا السياق، أفاد الزوبير بوحوت، خبير سياحي، أن إقليم الحوز حقق فعلا نسبة نمو مهمة في شهر يناير بزيادة تصل إلى 48 بالمائة، وأن هذه الزيادة تمثل ثلاثة أضعاف نسبة الزيادة الوطنية التي كانت في حدود 16 بالمائة، وتبقى بعيدة عن النسبة التي سجلت في وجهات سياحية كبيرة، من قبيل مراكش التي عرفت زيادة بنسبة 8 بالمائة فقط، أكادير 14 بالمائة والدار البيضاء 29 بالمائة.
وأوضح بوحوت، في سياق حديثه، أن هذا المؤشر إيجابي جدا، بالإضافة إلى مؤشر نسبة ملء الغرف الذي وصل، بدوره، إلى 70 بالمائة في الحوز، مقابل 44 بالمائة على المستوى الوطني، وقد ربح الحوز 30 نقطة إضافية بحيث انتقل من 40 بالمائة إلى 70 بالمائة، نقارنها مع أكادير التي عرفت زيادة بسبع نقط فقط.
وذكر بوحوت، في معرض حديثه، أن هذا يعود لمجموعة من الأسباب سنذكر منها ثلاثة أسباب رئيسية. أولا، أن إقليم الحوز يتوفر على بنية تحتية فندقية ذات طاقة استيعابية كبيرة توجد على بعد بضعة كيلومترات من مراكش، وقريبة من المطار، خلافا لما يعتقد البعض أن هذا النشاط متمركز في العالم القروي، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية الاستثمار التي ساهمت في هاته النتائج، ثلاث وحدات فندقية ونوادي يقارب حجم أسرتها 3000 سرير.
وأضاف قائلا: يجب أن نعلم أن أكبر وحدة فندقية من حيث الطاقة الاستيعابية في المغرب، توجد في تراب إقليم الحوز على بعد كيلومترات من مراكش بحيث نجد 1806 من الأسرة، وإذا قمنا بإضافة 3 مؤسسات أخرى تتوفر تقريبا على 3000 سرير، سيتجاوز عدد الأسرة المتوفرة داخل مدينة ورززات.
ولفت الانتباه إلى أن عروضها موجهة لكل من السياحة الدولية والداخلية، وتتوفر على جميع أنشطة الترفيه، من قبيل المطاعم والنوادي والملاعب الرياضية بمختلف أنواعها، الموجهة للعائلات والمجموعات الكبرى. إذن، النقطة الأولى لها علاقة بالطاقة الاستيعابية المتمركزة، والتي تعطيك القوة للتفاوض مع وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين، وحتى النقل الجوي الذي استفاد منه مطار مراكش في شهر يناير استفادت منه أيضا منطقة الحوز، فمطار مراكش نعلم جيدا أنه سجل نسبة نمو تتمثل في +27 بالمائة في شهر يناير، لأنه كان ربطا جويا قويا بحيث دخلت مؤسسات جديدة وشركات جديدة ساهمت في تقوية الربط الجوي مع مراكش.
واستأنف حديثه قائلا: كل الأسواق سجلت نسبة نمو في خطوطها الجوية وفي عدد المقاعد المتوجهة إلى مراكش، ولكن سنركز على ثلاثة أسواق متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونعلم أنه أصبح هناك نقل جوي مباشر لمراكش ابتداء من 2024، ولهذا في شهر يناير بلغ +31 بالمائة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك كندا بحيث وصل إلى +41 بالمائة.
وأشار بوحوت إلى أن المهم أكثر هو سوق المملكة المتحدة الذي عرف زيادة مهمة، فبالنسبة لمطار مراكش سجل +45 بالمائة، بسبب النقل الجوي الذي تطور بشكل كبير، بحيث إن عدد المقاعد التي كانت مبرمجة ارتفع ب46 بالمائة في الفترة الشتائية، و48 بالمائة في فترة الصيف، ولهذا فالخطوط الجوية التي تطورت لعبت دورا كبيرا، علما أنه حتى في ما يخص التوزيع فقد كان هناك مجهود كبير وكانت الحصص المبرمجة في التوزيع قد عرفت زيادة كبيرة بالنسبة لهذا الفصل.
كما أبرز في تصريحه، أن قوة المملكة المتحدة تتمثل في تواجدها في مدينة مراكش، مثلا مراكش مرتبطة ب 12 مطارا مع المملكة المتحدة، و89 رحلة أسبوعية منه، 46 من لندن التي توفر 559 ألف مقعد، عند مقارنتها بأكادير التي بها 49 رحلة أسبوعية فقط منها 22 رحلة من لندن، بسعة 212 ألف مقعد.
وأورد أن مسألة النقل الجوي والأسواق الجديدة لعبا دورا كبيرا، لكن ما هو أساسي وبنيوي هو البنية التحتية، حيث إن عدد ليالي المبيت يتجاوز ما تحققه جهة درعة تافلالت بأكملها رغم الانتعاشة التي عرفتها ورززات في فترة تصوير فيلم سينمائي عالمي، إلا أن انعكاسه على النشاط ككل يبقى ضعيفا.
واختتم حديثه قائلا، إن الاستثمار والطاقة الاستيعابية هي العنصر المحدد في هذه الانتعاشة، وأظن أن اتجاه المغرب لتعزيز استيعابيته بمختلف البرامج لا من حيث ميثاق الاستثمار ولا بالتمويلات التي يحفزها صندوق محمد السادس للاستثمار فهي التي ستعطينا المدخل الأساسي والحقيقي لتطوير القطاع السياحي بالمغرب، وتوفير فرص الشغل لامتصاص البطالة وتوفير مداخيل مهمة من العملة الصعبة من أجل موازنة الميزان التجاري وكذلك لخلق رواج اقتصادي بالنسبة للاقتصاد الوطني بصفة عامة وكذلك أهمية السياحة الداخلية.