استراتجية "المياه والغابات" لضمان التدفئة ل300 ألف أسرة مغربية

المختار عماري

ترمي استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر المتعلقة بخشب الطاقة 2015-2024 إلى تحقيق هدف أساسي يتمثل في التدبير المستدام للموارد الغابوية.

وأوضحت المندوبية السامية، في وثيقة توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منها، أن هذه الاستراتيجية تروم كذلك الحد من الاستهلاك مع الاستفادة من الخشب وتعويضه بالطاقات البديلة، عبر تحسين الفعالية الطاقية للأفران المستعملة بمتوسط 50 في المئة. وأضاف المصدر ذاته أنه تم تحديد أربع مناطق ذات أولوية في مجال حطب التدفئة، ويتعلق الأمر بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس، وبني ملال-خنيفرة، ومراكش-آسفي، على مستوى 110 جماعة قروية تقطن بها 300 ألف أسرة مستهدفة، بناء على معايير تتعلق بطبيعة المنطقة الجغرافية قروية أو جبلية، ودرجة برودة الطقس، ومعدل التغطية الغابوية، وهشاشة الساكنة.

وقصد تلبية حاجيات الساكنة من خشب الطاقة في فصل الشتاء وتخفيف الضغط على الغابة، تسعى المندوبية السامية من خلال البرنامج العشري للفترة 2015-2024، إلى توزيع 60 ألف فرنا محسنا، وتقدر التكلفة الإجمالية لهذا البرنامج بنحو 60 مليون درهم.

ويسعى البرنامج في سنة 2018 إلى توزيع 6180 فرنا محسنا بميزانية إجمالية قيمتها 6,8 مليون درهم.

ويتم، حسب المندوبية السامية، تفعيل هذا البرنامج بتنسيق تام مع باقي الشركاء، خاصة وزارة الداخلية، في إطار برنامج مكافحة موجة البرد ، مما كان له وقع إيجابي جدا على توازن المنظومات البيئية الغابوية.

ويساهم البرنامج في تخفيض العجز في الطاقة في ما يتعلق بخشب التدفئة ب7500 طن سنويا، في السنة الأولى، إلى أن يصل إلى 150 ألف طن سنويا في نهاية العشرية، أي ما يعادل الحفاظ على غابة أوكاليبتوس عمرها 10 سنوات ومساحتها 4000 هكتار.

وأكدت المندوبية السامية أن خشب الطاقة يعد مكونا أساسيا في حصيلة الطاقة الوطنية، ويساهم بمعدل 18 في المئة ضمن هذه الحصيلة.

وتنتج الغابة حوالي 3,25 مليون طن من الخشب سنويا، في حين أن حاجيات العالم القروي تقدر بحوالي 6 ملايين طن من الخشب سنويا، وبالتالي فإن الحاجيات تفوق مرتين ما يمكن للغابة إنتاجه في ظروف مستدامة.