كشفت وزارة الصحة، اليوم (الثلاثاء)، بالرباط، معطيات أكثر وضوحا عن المغاربة المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، فقالت إن عددهم التراكمي منذ 1986، أي منذ السنوات الأولى لاكتشاف "الفيروس" في العالم، يبلغ إلى غاية يونيو الماضي، 13 ألف و322، نصفهم يتركزون بثلاث جهات، هي على التوالي: سوس ماسة، والدار البيضاء سطات، ومراكش آسفي.
وأكدت وزارة الصحة، لمناسبة الحملة الوطنية التحسيسية حول مكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين بـ"فيروس السيدا"، والحملة الوطنية السابعة للكشف عنه (27 نونبر و27 دجنبر)، معطيات منظمة الأمم المتّحدة لمكافحة "السيدا"، التي تشير إلى وجود 22 ألف شخص مغربي متعايش مع "الفيروس"، وحدوث 1000 إصابة جديدة سنويا، ووفاة 700 مصاب.
وبالنسبة إلى وزارة الصحة، التي يسيرها بالنيابة عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، لا تعد تلك الأرقام مخيفة، إذ قالت إن "انتشار فيروس العوز المناعي البشري (السيدا) يظل منخفضا ببلدنا، إذ يشكل المصابون نسبة 0.1 % من مجموع سكان المغرب، وهو ما يرجع الفضل فيه، حسب الوزارة، إلى البرنامج الوطني لمكافحة "السيدا"، الذي "يجعل من أولوياته توفير العلاج المجاني المضاد للفيروس وتسهيل ولوج المصابين بالسيدا إلى خدمات الوقاية والكشف والرعاية الصحية".
وفيما كشفت الوزارة أن 11 ألف و661 من المصابين بـ"الفيروس"، يتلقون مجانا العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، قالت إنه على مستوى الوقاية والكشف عن "السيدا"، أبرزت توسع العرض الصحي العمومي ليصل إلى 1200 مؤسسة صحية تقدم خدمات الكشف، و52 مركزا تابعا للمنظمات غير الحكومية.
وتفيد إحصائيات تلك المؤسسات والمراكز، إلى تضاعف عدد الأشخاص الذين خضعوا لإجراء اختبار الكشف، بـ10 مرات بين سنتي 2011 و2016، إذ انتقل من 60 ألف و446 كشفا، إلى 605 آلاف و746 اختبارا، ما جعل نسبة الأشخاص المتعايشين مع "الفيروس" من الذين يعلمون بإصابتهم يرتفع من 22 % في 2011 إلى 63 % نهاية دجنبر 2016.
وفي ما يتعلق بطموحات وزارة الصحة إزاء الداء، أعلنت أنها تروم في إطار المخطط الوطني لمحاربة السيدا 2017 ـ 2021، رفقة مختلف شركائها، تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 7 %، وتقليص عدد الوفيات المتعلقة بفيروس العوز المناعي البشري بنسبة 60 %، مع تعزيز الكشف ليبلغ نسبة 90 % من الأشخاص المتعايشين الذين يعرفون إصابتهم، وتحسين الولوج للعلاج من أجل تغطية 90 % من المتعايشين مع الفيروس الذين يعرفون بإصابتهم.
المخطط يسعى كذلك، إلى تحسين جودة الخدمات ومواكبة استمرارية العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية من أجل انتقال نسبة حذف الحمولة الفيروسية عند الأشخاص المتعايشين من 70% إلى 90%، والقضاء على انتقال الفيروس من الأم الى الطفل، مع مكافحة جميع أنواع الوصم والتمييز المتعلقان بفيروس العوز المناعي البشري.
ذلك الشق المتعلق بمكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، اختير لدورة 2017 منه، شعار "الحقّ في الصّحة"، بمشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وتسعى الدورة، إلى مساهمة الوزارة إلى جانب المجتمع المدني في التحسيس ونشر الوعي الصّحي حول أهمية الوقاية".
وتسعى الحملة كذلك، إلى التحسيس بشأن "طرق التقليص من مخاطر التعرض للإصابة، وتحسيس عموم المواطنين حول مكافحة الوصم والتمييز ضد الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، والمرافعة لدى صنّاع القرار والشركاء لضمان حقّ المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في الولوج إلى العلاج والخدمات الصّحيّة".