أفادت الخدمة الوطنية للصحة وجودة الأغذية الفلاحية في الأرجنتين (SENASA) بأن المغرب منح موافقته على استيراد لحوم الأغنام والماعز من الأرجنتين، إلى جانب لحوم الأبقار التي كانت تصدر سابقًا.
استيراد اللحوم لم يخفض الأسعار وأضر بخزينة الدولة
قال عبد الحق البوتشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لهيئة تقنيي تربية المواشي، إن "كل الإجراءات الخاصة بالمراقبة تُحترم، والجديد هو استيراد لحوم الأغنام والماعز، وغالب الظن ستكون مجمدة. المشكلة، في نظري، ليست في احترام سلسلة التبريد أو الذبح الحلال، بل تكمن فيما إذا كان استيراد هذه اللحوم سيؤدي فعلاً إلى خفض أسعار اللحوم في الأسواق المغربية."
وتساءل البوتشيشي قائلاً: "إذا كانت هذه اللحوم ستصل بنفس أسعار اللحوم المحلية، فما الجدوى من استيرادها؟". وأضاف: أنه "حتى الآن، إذا كان الهدف من استيراد اللحوم الحمراء هو خفض أسعار لحوم الأبقار والأغنام والماعز، أو إعادة بناء القطيع الوطني، فإن شيئاً من ذلك لم يتحقق. فلم تنخفض أسعار اللحوم الحمراء، ولم يُمنع ذبح المجترات الصغيرة، وكل ما حدث هو أن فئة محدودة من المستوردين، تقدر ببضع وسبعين مستورداً، تسببت في حرمان خزينة الدولة من حوالي 40 مليون درهم."
إعادة بناء القطيع تتطلب معطيات دقيقة واستراتيجية شاملة
وفي هذا الإطار، أفاد البوتشيشي، قائلاً: "هل اللحوم المستوردة من أمريكا، الأرجنتين، البرازيل، وإسبانيا ستساهم في خفض أسعار اللحوم المحلية؟". وتابعالبوتشيشي، : "ننتظر الانتهاء من عملية إحصاء القطيع التي تقوم بها الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، لكي نتمكن من معرفة عدد رؤوس الأغنام والماعز المتوفرة لدينا وفقاً للأرقام الدقيقة".
وأشار رئيس الجمعية الوطنية، إلى أن "إعادة بناء القطيع تتطلب مراعاة عدة معطيات أساسية، أبرزها تحديد العدد الحالي للقطيع بدقة، وضمان توفير أكثر من خمسة ملايين ونصف رأس من الأغنام والماعز لإحياء شعيرة عيد الأضحى، بالإضافة إلى تخصيص الميزانية اللازمة لترقيم القطيع وضمان تتبعه بشكل فعال".
جفاف طويل وزيادة الأسعار يتطلبان خطة طوارئ لإعادة بناء القطيع
في هذا السياق، قال البوتشيشي، إن "الوضع الحالي يتسم بتحديات كبيرة، أبرزها استيراد اللحوم المجمدة والطازجة، إلى جانب الأغنام والأبقار والعجول، وذلك في سياق ست سنوات متتالية من الجفاف. كما أن الإعفاء من الرسوم الجمركية على هذه الواردات حرم ميزانية الدولة من 40 مليون درهم حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، تعاني القدرة الشرائية للمواطنين من تضرر واضح، في ظل أزمة عالمية في إنتاج الثروة الحيوانية، ما أدى إلى تفاقم الوضع، خاصة مع التراجع الخطير في المخزون الاستراتيجي للقطيع الوطني."
وتابع قائلاً: "رغم الاستيراد، تتراوح أسعار اللحوم حالياً بين 120 و140 درهماً للحم الغنم، ونفس الشيء للماعز، بينما تتراوح أسعار العجول بين 90 و120 درهماً. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط متزايد على ذبح الخروفات الصغيرة. هذه المعطيات تستدعي التوقف عندها بجدية لوضع استراتيجية فعالة لإعادة بناء القطيع الوطني."
واختتم حديثه قائلاً: "إن التزام الوزير بإعادة بناء القطيع يتطلب إشراك جميع الفاعلين والمتدخلين في القطاع، باعتبارهم ركائز أساسية لصياغة استراتيجية تقوم على تصور علمي وعملي وواقعي، بما يسهم في استعادة الأمل وبث روح التفاؤل في قطاع الإنتاج الحيواني".