في مركز الدارالبيضاء، كما في قيادة أيت عبد الله، بإقليم تارودانت كان الأمازيغ يهتفون ويرفعون العلم الأمازيغي لرفع ظلم الرعي الجائر عنهم.
وبقدر ما كان الحضور الأمني وازنا، في الدارالبيضاء وفي سوس، انتهت مسيرة ووقفة العاصمة الاقتصادية، ووقفة قيادة أيت عبد الله، بدون صدام مع السلطات العمومية.
وحسب، عادل أداسكو، عضو تنسيقية أدرار سوس ماست وعضو لجنة الحوار مع المسؤولين حول مطالب الأرض، الذي كان من مؤطري وقفة أيت عبد الله، يومه الأحد، فإن الحضور الأمني كان مكثفا، لدرجة أن أبناء المنطقة تفاجأوا من ذلك، ومنهم من لم يسبق لهم أن رأوا آليات أمنية مثل تلك التي كانت تتحرك اليوم. وقد تمت الوقفة بعيدا نسبيا عن مقر القيادة التي كانت مغلقة وبحراسة أمنية مشددة، حسب المصدر ذاته.
وعن السبب المباشر للوقفة وهو معاناة أبناء المنطقة مع الرعي الجائر، كشف أداسكو، لـ"تيلكيل عربي"، أن الرعاة الرحل "اختفوا اليوم بشكل مريب، بعد أن اجتاحوا المنطقة وممتلكاتها، واستعملوا مضخة لاستخراج الماء من بئر للسكان، وفتحوا "مطفية" (التي يتجمع فيها ماء المطر) بالقوة بعد أن كانت مغلقة بقفل، كما استعملوا دورا مهجورة لتحويلها إلى حظائر لمواشيهم التي تتكون أساسا من الأبل والبهائم".
وكما لم يتوقف الأمازيغ الذين تجمعوا في الدارالبيضاء عند التنديد بالرعي الجائر، فقد طالبوا بالكرامة وبالحق في الثروة، رافعين العلم الأمازيغي، كان ذلك أيضا بسوس، حيث توج المحتجون وقفتهم بزيارة المقاوم الأمازيغي عبدالله زاكور.
وكانت مسيرة الدار البيضاء قد دعت إليها "تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثورة" وجمعت مشاركين من مناطق تارودانت وأشتوكة أيت باها وطاطا وتزنيت، لرفض "قانون المراعي 13.113" الذي حاول من خلاله المشرع تنظيم تنقلات الرعاة الرحل ونقل ماشيتهم في المناطق المعنية.
ويتهم المتضررون الرعاة الرحل بـ"السطو على أراضيهم والاعتداء عليهم وتخريب ممتلكاتهم الخاصة"، مطالبين المسؤولين بالتدخل لوقف ما يتعرضون له، خاصة الرعي الذي يطال الأشجار المثمرة، ما يدمر محصلوهم الزراعي.