الأمراض النادرة.. عدد الحالات بالمغرب يتراوح بين مليون ونصف ومليونين

خديجة قدوري

أعلن تحالف الأمراض النادرة بالمغرب (AMRM)، بشراكة مع الجمعية المغربية لعلم الوراثة الطبية وبدعم من مختبرات أسترازينيكا وسانوفي، عن تنظيم اليوم الوطني السادس للأمراض النادرة يوم غد السبت بالدار البيضاء، تحت شعار: "الأمراض النادرة وصعوبات التشخيص".

وأكدت خديجة موسيار، اختصاصية في الطب الباطني ورئيسة الائتلاف المغربي للأمراض النادرة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" أن عدد الأمراض النادرة يصل إلى 8000 مرض، مع اكتشاف حالات جديدة سنويًا.

وأوضحت أنه من الصعب على الأطباء الإلمام بجميع هذه الأمراض، نظرًا لعدم تغطيتها بالكامل في مناهج كليات الطب، إذ يتطلب ذلك ما لا يقل عن عشر سنوات إضافية من الدراسة.

وأضافت أن بعض الأمراض النادرة قد تظهر بأعراض تبدو عادية، مما يجعل من الصعب الانتباه إليها، مثل ظهور بقع متكررة على الجلد أو آلام في المفاصل. مشيرة إلى أن هذه الأعراض قد تُفسَّر على أنها حالات شائعة، في حين أنها قد تكون مؤشرات على أمراض نادرة تتطلب تشخيصًا دقيقًا.

وأشارت إلى أن بعض الأمراض النادرة، قد تبدأ بآلام في المفاصل وتظهر منذ الطفولة. كما أوضحت أن هناك أمراضًا نادرة أخرى تظهر من خلال أعراض مختلفة تؤثر على عدة أجهزة في الجسم، مما يجعل تشخيصها معقدًا بسبب تنوع العلامات لدى نفس المريض. وأضافت أن أي مرض نادر قد يتجلى بطرق مختلفة من شخص لآخر، حيث يمكن أن تختلف الأعراض بشكل كبير بين المرضى، مما يزيد من صعوبة التشخيص الدقيق.

وأشارت إلى أنه في المغرب، لا يوجد برنامج للكشف المبكر خاص بحديثي الولادة، في حين أن الدول المتقدمة تطبقه منذ 50 عامًا، حيث يخضع كل مولود جديد للفحص، حتى وإن لم تظهر عليه أي أعراض، للكشف عن بعض الأمراض التي تستدعي تدخلاً طبيًا فوريًا، مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي. وأوضحت أن هناك حالات تتطلب علاجًا أو اتباع حمية غذائية لتفادي ظهور الأعراض، إذ أنه في بعض الأحيان، بمجرد ظهور الأعراض، قد تترتب عنها أضرار دائمة لا رجعة فيها على الدماغ. وأضافت أن التحدي الأكبر في المغرب هو غياب مراكز مرجعية، مما يترك الأطباء في حيرة حول الجهة التي يمكنهم إحالة المرضى إليها في حال الاشتباه في مرض معين.

واختتمت حديثها بالإشارة إلى أن عدد الحالات قد يصل إلى ما بين مليون ونصف ومليونين في المغرب، مشددة على أن زواج الأقارب يُعدّ من العوامل الرئيسية التي تفاقم المشكلة، نظرًا لدوره في زيادة احتمال الإصابة بالأمراض النادرة والوراثية.