نظم المكتب الوطني المغربي للسياحة، بداية الأسبوع الجاري، ببكين، حملة ترويجية هي الأولى من نوعها، لإبراز المؤهلات السياحية للمملكة في سوق السفر بالصين، وذلك بعد أن أطلق البلدان، في يناير الماضي، خطين جويين مباشرين، من خلال استئناف خط الدار البيضاء-بكين لشركة الخطوط الملكية المغربية، وافتتاح خط الدار البيضاء-شنغهاي لشركة "Shanghai Airlines".
وحسب وسائل إعلام صينية، حرص المكتب على ضمان حضور وكالات سفر صينية تحتل مكانة رائدة، من حيث جودة ورقي وتنوع الخدمات في السوق الصينية، على غرار نظيراتها المغربية، في خطوة تروم تحقيق التوافق بين العرض المغربي ووكالات السفر المُستهدفة.
وتميز هذا الحدث الذي عرف، أيضا، مشاركة مسؤولين يمثلون وحدات فندقية مرموقة ودور ضيافة تقليدية متخصصة في تقديم خدمات راقية بالمملكة، باستعراض رؤية المكتب الوطني المغربي للسياحة بخصوص سوق السفر الصينية؛ حيث تم عرض مستجداتها ومختلف توجهات السياح الصينيين، معززة ببيانات وأرقام.
وتشكل الصين بالنسبة للمغرب سوقا سياحية مهمة منذ عدة سنوات، وهو ما جعل المملكة تتخذ، سنة 2016، قرار إعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرة دخولها، بالإضافة إلى قرار افتتاح أول تمثيلية للمكتب الوطني المغربي للسياحة في آسيا، سنة 2018، فضلا عن قرار شركة الخطوط الملكية المغربية، في يناير 2020، إطلاق أول خط جوي مباشر نحو آسيا، من خلال رحلة بكين-الدار البيضاء، رغم تأثير جائحة "كوفيد-19" على النتائج المتوخاة من هذه الدينامية.
وفي هذا الصدد، كشف مسؤول مديرية التسويق بالمكتب الوطني المغربي للسياحة، رضا كيليطو، عن استراتيجية المغرب لتسويق وجهته السياحية، مشيرا إلى أهم محاور خارطة الطريق الاستراتيجية المغربية، بحلول سنة 2026، والرؤية الطموحة للمغرب لمضاعفة عدد السياح الوافدين، بحلول سنة 2030.
وأوضح كيليطو أن العرض السياحي يعد أحد العناصر الأساسية لخارطة طريق وزارة السياحة، والذي يتمحور حول 9 قطاعات سياحية موضوعاتية، و5 قطاعات للترويج والحفاظ على التراث غير المادي.
وفي ما يتعلق بسوق السفر بالصين، سجل المتحدث نفسه أن المغرب يحظى بمستوى جيد من الاهتمام وسط السياح الصينيين، بنسبة بلغت 44 في المائة، مع وجود مجال للتحسن في مواجهة البلدان المنافسة.
كما شدد على ضرورة إعادة التفكير في استراتيجية التسويق بالسوق الصينية، وذلك من خلال مخطط تسويق رقمي متعدد القنوات، وإدماج استراتيجية الصين الرقمية في استراتيجية المكتب الوطني المغربي للسياحة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الفاعلين المغاربة والصينيين.
من جهتها، أفادت المسؤولة بالاتحاد العالمي للمدن السياحية، لي سو يوان، بأن هذا الأخير وجه اهتمامه نحو المغرب، بالنظر إلى توفر إمكانات كبيرة للتعاون، مسجلة أن مدنا مغربية؛ من قبيل مراكش والدار البيضاء وفاس، تعتبر بالفعل وجهات سياحية شهيرة، ولكن هناك إمكانية لتعزيز جاذبيتها العالمية من خلال الشراكات الاستراتيجية.
وعلى المستوى المؤسساتي، أبرزت لي أنه بإمكان الاتحاد العالمي للمدن السياحية العمل مع المملكة من أجل تعزيز ممارسات السياحة المستدامة التي تحافظ على التراث الثقافي والطبيعي للبلاد، وتسهيل تبادل المعارف بين المدن المغربية والمدن الأعضاء الأخرى في الاتحاد، بغرض استلهام أفضل للممارسات العالمية، لافتة إلى إمكانية العمل على تعزيز عملية اتخاذ القرار القائمة على البيانات، من خلال تمكين المدن المغربية من الولوج لأبحاث وتحليلات سوق الاتحاد العالمي للمدن السياحية.