أعرب عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية الخاصة بـ"كورونا"، عن امتعاضه من عدم تواصل مدبري الأمر العمومي مع المواطنين، وتركهم لحيرتهم في عدد من الأسئلة "البديهية" المطروحة بقوة في الشارع، على رأسها السبب وراء استمرارا تشبث المغرب بفرض اختبار "كورونا" على الراغبين في دخول أراضيه جوا، عكس من يريدون ذلك بحرا، معتبرا أن المسؤولين بقرارهم هذا، يريدون "استنفاد رصيدهم" مما راكموا من مصداقية، بل ومصداقية الباحثين أيضا.
وتساءل الإبراهيمي في تدوينة فيسبوكية، أمس الأحد: "لماذا لم يتم تحيين الدخول بالطائرة، كما حصل بالنسبة للحدود البحرية؟ كيف لنفس الأشخاص القادمين بالطائرة من نيويورك، الدخول إلى المغرب عبر مالقا، بالتحليلة السلبية أو الجواز، بينما من نيويورك إلى الدار البيضاء يحتاجون الاثنين معا؟ هل تلك السويعات التي يقضونها بين مالقا وطنجة تغير من الفيروس أو الحالة الصحية للأشخاص؟"
وتابع: "ما يستقرأ من القرار المغربي هو "إما الهوا ديال سبانيا صحي على ديالنا"، أو أننا نود أن نساند السياحة والخطوط الجوية الاسبانية، بدعوة ملزمة لجميع المغاربة لزيارة إسبانيا قبل الدخول إلى المغرب. فهم تسطى".
من جهة أخرى، اعتبر الإبراهيمي أنه "لا وجود لوضوح في استهداف الملقحين، وإلا فكيف يتم استهداف شخص في الخامسة والعشرين من عمره بالتلقيح، حتى يحمي مسنا لا يريد التلقيح، رغم أن جميع الموتى من المسنين وذوي الهشاشة الصحية بالتلقيح".
كما استغرب عضو اللجنة العلمية سبب عدم تخلي المغرب عن جواز التلقيح عكس الكثير من البلدان، متسائلا: "ألم يحن الوقت لتقييم مقاربة جواز التلقيح؟ هل ما زالت المقاربة ناجعة؟"
وتابع أن مبدأ الاحتراز التدبيري المغربي مبالغ فيه، على ضوء المعطيات الحالية والتراكم المعرفي حول "كوفيد"، وما يجري حولنا؛ حيث تساءل: "هناك دول دخلت في تعايش تام وكامل مع "كوفيد"، كأنه الأنفلونزا؛ مثل الدانمارك. فكيف لا يجاري المغرب ما يجري في العالم؟"
وختم الإبراهيمي تدوينته بالتساؤل حول استراتيجية المغرب لما بعد "كوفيد": "هل من دروس نفيد بها منظومتنا الصحية؟ هل من خطط لمواجهة أي وباء محلي أو جائحة مقبلة؟ وإذا كان "كوفيد" سيعود في الخريف كالأنفلونزا، ماذا أعددنا لشهر نونبر ودجنبر؟"