قال البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة، وعضو اللجنة العلمية الوطنية، إن "أوميكرون يُفضي إلى مرض أقل خطورة مقارنة مع السلالات الأخرى مع تقلص مدة المكوث بالمستشفى للمصابين بهذا المتحور، يبقى المشكل الذي نواجهه ليس الإصابات بل قدرة منظومتنا الصحية في استقبال المصابين و تطبيبهم".
وأضاف الإبراهيمي في تدوينة له، أن "دخول وافدين بالشروط الصحية المعمول بها سابقا بالمغرب لم يعد يشكل خطرا وبائيا أكبر مما هو عليه الوضع، وهكذا تراجعت كل الدول عن إغلاق الحدود رغم الأرقام القياسية اليومية للإصابات كما هو الحال في المغرب، لقد قبلنا فتح الحدود منذ 20 يونيو 2020، ومررنا بموجات وسلالات، وصمود المنظومة الصحية لا علاقة له مع فتح الحدود، كيف لنا أن نشرح أننا نظمنا في عز موجة دلتا العاتية "عملية مرحبا" لملايين المغاربة ونبقي الحدود مغلقة في وجه الآلاف في ظل موجة أوميكرون الأقل خطرا".
وأوضح المتحدث ذاته، أن "خلال المرحلة الوبائية الحالية في المغرب، التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للإغلاق أكبر بكثير من المخاطر الصحية، والسياح الذين تتوفر فيهم الشروط الصحية لا يشكلون أي خطر على حالتنا الوبائية، والتكلفة المالية تقدر بالملايير وانعكاساته الاقتصادية على قطاع السياحة تمتد إلى المستوى البعيد وليس القريب فقط".
وأبرز أن "بعض الوجوه الحقوقية تركز على اللجنة العلمية والتلقيح والتجريح في أطبائنا وأطرنا التمريضية وفي تكوينهم، وهم لا يفرقون بين البروتين والحامض النووي، أرجوهم أن يركزوا على نقطة حقوقية بديهية، هل يمكن أن نرفض رجوع أي مغربي لبلده؟ ولو في عز موجة عاتية، أظن أن على هؤلاء الحقوقيين العلماء أن يترافعوا عن حق العالقين المغاربة للعودة لبلدهم، ولا سيما أن توافد المغاربة العالقين ومغاربة العالم لا يشكل أي خطر صحي".
وشدّد على أن "الإغلاق لا يرصد أي مكتسبات، لا من الناحية الصحية ولا الوبائية ولا الاقتصادية ولا الاجتماعية، ولا يلمع سمعة المغرب ولا يعطي مصداقية أكبر لقراراته، والإغلاق كذلك لا يحمينا من أية انتكاسة".
وأشار إلى أن "الأيام المقبلة ستكون صعبة جدا، نعم سنفقد الكثير من الأحبة وسنبدأ في دفع ثمن الفاتورة ومن أرواحنا، ورغم بلوغ أوميكرون ذروة الانتشار فغالبية الحالات السريرية حميدة مع ضراوة أقل للكوفيد، متفائل أنا بصمود منظومتنا بفضل أطرها، وأرى في فتح الحدود إعلانا مثمنا لاستراتيجية التعايش التي قررناها جماعيا بسلوكياتنا وقرارتنا".
ودعا البروفيسور إلى عدم "الافراط في استعمال مبدأ "الاحتراز" و"الحيطة و الحذر"، و لنحافظ على مصداقية و تجانس قراراتنا، حتى نُرَصِّدَ تضحياتنا ومكتسباتها طيلة مدة الجائحة، حرام أن نضيعها بسبب نقص في الجرأة".