أيمن عنبر - متدرب
يعيشُ الفلاحون المغاربة على أعصابهم بسبب استمرار تأخر التساقطات المطرية والإجهاد المائي الذي تعرفه المملكة بعد سنة اتسمت بالجفاف و انخفاض المخزون المائي بالسدود إلى نسب قياسية.
محمد عرايشي، فلاح بجهة سوسة ماسة، يقول إن "الفعاليات الفلاحية تترقب الأمطار بفارغ الصبر للحصول على سنة زراعية إيجابية، عكس السنة الفارطة التي كانت كارثية بكل المقاييس".
وأضاف الفلاح في تصريحه لـ "تيليكيل عربي"، أن"الجفاف أصبح هو القاعدة خلال المواسم الفلاحية الأخيرة، وهو ما أثر بشكل كبير على الفلاحين في ظل عدم وجود حلول بديلة تقيهم من التقلبات المناخية في كل سنة”.
وأوضح عرايشي أن “المتضرر الأكبر من تداعيات الجفاف وضعف المنتوج الفلاحي في الموسم السابق، هو الفلاح البسيط الذي يعتمد على الزراعة المعيشية”.
مبرزا أن "الجفاف وندرة المياه أثرا أيضا على الماشية في غياب الكلأ وارتفاع ثمن الأعلاف، الشيء الذي دفع العديد من الفلاحين الصغار إلى بيع أغنامهم والاكتفاء فقط بالمحصول الزراعي".
من جهة أخرى أكد عيسى رشدي أستاذ علم المناخ، أنه "من السابق لأوانه الحديث عن سنة جفاف في البلاد بالوقت الراهن"، وأوضح أن "المعطيات الدقيقة بخصوص الموسم الفلاحي لهذه السنة ستظهر في أواخر نونبر وبداية دجنبر المقبل".
وذكر الخبير المناخي أن "البلاد تعيش حالة من الإجهاد المائي تشكل فيها نسبة ملء السدود 24 في المئة فقط، وهي وضعية لم يعشها المغرب منذ أزيد من 40 سنة".
وخلص رشدي إلى أن "المرحلة الحالية تتطلب التريث وضبط الاستعمالات المائية، كما دعا الحكومة إلى ضرورة تسريع الخطى في كل ما يتعلق بتحلية مياه البحر، والبحث عن طرق بديلة للسقي تفاديا مخاطر الجفاف في السنوات المقبلة".