عبّر المجتمع الرياضياتي المغربي عن استنكاره لغياب الفريق الوطني الأول في الرياضيات عن المشاركة في فعاليات الأولمبياد الدولي للرياضيات المنظم في دولة إنجلترا خلال شهر يوليوز الجاري، وذلك في حادثة هي الأولى من نوعها منذ أول مشاركة مغربية في هذا الحدث سنة 1983.
وشدد المجتمع الرياضياتي في بيان له، توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، على أن "هذا الحادث لا يتماشى مع البرامج الوطنية الرامية إلى تحسين أداء المغرب في أولمبياد الرياضيات الدولية التي تعتبر أرقى المسابقات الدولية العلمية لما عرف عنها من إنتاجها العلماء كبار في الرياضيات".
وأورد البيان أن السبب "في هذا الحادث يزيد من الطين بلة، إذ لا يعقل أن يحرم الفريق الوطني الأول من المشاركة بسبب التأخر في القيام بإجراءات دفع تأشيرات السفر (VISA) الخاصة بالمشاركين لما يقارب الشهرين".
وأشار المصدر ذاته، إلى أن "هذا الإهمال قد تسبب في ضياع مجهودات كبيرة قام بها كل من التلاميذ أعضاء الفريق الوطني، آباؤهم وأولياء أمورهم، وكذلك الطاقم البيداغوجي الساهر على تأطيرهم لمدة 3 سنوات متواصلة تأتي بموازاة مع فترة البكالوريا للمشاركين، حيث يحتاج هؤلاء إلى التضحية بكل عطلهم الرسمية من أجل الالتحاق بالمعسكرات التدريبية".
وأبرز البيان أن "اثنين من عناصر فريقنا الأول الوطني في الرياضيات لهذه السنة كانوا من بين التلاميذ الفائزين بالأولمبياد التركيبي الرياضياتي لليافعين (Olympiade Combinatoire Junior) في دورتها الثانية سنة 2020، والذين استفادوا لمدة 6 أشهر من تكوين مستمر في أولمبياد الرياضيات عن بعد على منصة Google Classroom نظرا لجائحة كورونا، تحت إشراف مدير ومؤسس شبكة EMPIMO، وهي النواة السابقة للمجتمع الرياضياتي المغربي الحالي".
وذكرت الجمعية أنه "في انتظار خروج إعلامي رسمي من الجهات المختصة بتنظيم مسابقات التميز، فإننا نتمنى الوقوف بصرامة على هذه الأخطاء الفادحة تفاديا لتكرارها مستقبلا، والقيام بكل ما هو ممكن من أجل تعويض المشاركين وعائلاتهم عن هذا الحادث".
ودعت المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب إلى "اعتماد مقاربة أكثر تشاركية في تنظيم أولمبياد الرياضيات الوطنية تتيح مجالا أوسع لفعاليات المجتمع المدني".
في هذا الصدد، وجه خالد السطي، ممثل الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، سؤالا كتابيا إلى شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية، حول "مشاركة التلاميذ المغاربة في أولمبياد الرياضيات".
وجاء في السؤال الكتابي، "كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، تم هذه السنة اختيار الفريق الوطني المغربي الذي سيمثل المغرب في الأولمبياد الدولية للرياضيات بإنجلترا، وقد قدم التلاميذ المعنيون ومرافقوهم جوازات سفرهم إلى المسؤولين من أجل إعداد تأشيرة السفر".
وأضاف أنه "تم تنظيم تربص إعدادي لهذا الفريق بمدينة بنجرير قبل ثلاثة أسابيع من السفر الذي كان مبرمجا يوم 14 يوليوز 2024 من الدار البيضاء إلى لندن، أي يوم واحد قبل انطلاق المنافسات. لكن التلاميذ فوجئوا بحرمانهم من المشاركة في هذه التظاهرة العلمية الدولية التي شاركت فيها حوالي 125 دولة، وذلك لأسباب خارجة عن إرادتهم".
وأفاد أن "المغرب احتل المرتبة 68 من بين 112 دولة مشاركة خلال دورة طوكيو 2023، محسنا ترتيبه بنقطتين مقارنة مع دورة الترويج برسم سنة 2022".