الاضطرابات الجوية.. بن عبو لـ"تيلكيل عربي": انسحاب المرتفع الآصوري سمح بدخول منخفضات ممطرة

خديجة قدوري

استجابةً للنشرة الإنذارية المحينة الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية في 9 مارس 2025، والتي حذّرت من اضطرابات جوية مرتقبة ستطال عدة أقاليم بالمملكة، قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشفشاون تعليق الدراسة بجميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بالإقليم، حرصًا على سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية والإدارية.

وفي هذا السياق، أفاد محمد بن عبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن التساقطات المطرية التي تشهدها المملكة تعود أساسًا إلى انسحاب مرتفع الآصوري، الذي كان يشكل حاجزًا أمام مرور المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي.

وأشار بن عبو إلى أن هذا التراجع أتاح الفرصة لدخول عدة منخفضات جوية إلى شمال المملكة، مما أدى إلى انتشار التيارات الجوية الممطرة نحو شرق البلاد وجنوبها بكميات وفيرة.

وأضاف أن هذه الأمطار ليست ظاهرة استثنائية، بل تندرج ضمن الديناميكيات المناخية الطبيعية التي تشهدها المنطقة خلال هذه الفترة من السنة، والتي تُعرف بكونها موسمًا ربيعيًا ممطرًا تتخلله فترات تساقطات غزيرة تسهم بشكل كبير في تغذية الفرشات المائية.

وأوضح الخبير أن هذه التساقطات ستشكل دفعة قوية للقطاع الفلاحي، خاصة في ظل التراجع المستمر للموارد المائية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى تفاقم الإجهاد المائي وتأثيره السلبي على عدة قطاعات حيوية، من بينها الفلاحة، والصناعة، والسياحة.

 واستطرد قائلا إن المياه المتجمعة من هذه الأمطار ستسهم في تعزيز المخزون المائي، لا سيما على مستوى الفرشات المائية السطحية، مما قد يخفف من حدة العجز المائي الذي تعاني منه المملكة.

كما أوضح أن هذه الفترة تتزامن مع انطلاق برنامج الزراعات الربيعية، الذي تعتمد عليه الدولة بشكل كبير لتعويض الخسائر المسجلة على مدار السنة.

وأضاف أن هذه الأمطار تشكل دفعة قوية للزراعات الشتوية، التي تأثرت خلال الأشهر الماضية بتراجع الموارد المائية.