أنهت مصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الاستماع إلى "أحمد ش"، البارون المعتقل منذ 2015، والموصوف بأنه العقل المدبر لشبكة 13 فردا المفككة الأسبوع الماضي بنواحي تمارة، فأعيد نقله إلى زنزانته بالسجن المحلي بطنجة، التي استقدم منها إلى سجن الزاكي بسلا من أجل التحقيق معه، حول الكميات القياسية من "الكوكايين" الخام المحجوزة لدى الشبكة.
وفيما أكد مصدر متابع لتطورات الملف، في حديث مع "تيل كيل – عربي"، أن المشتبه فيه، تم الاستماع إليه رفقة شريكه المسمى "يوسف، د"، الذي استقدم بدوره من زنزانته بسجن رأس الماء بفاس، استبعد مثولهما أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، بعد انتهاء استماع ال"بسيج" إليهما.
وفي ما يتعلق بباقي المشتبه فيهم من أفراد الشبكة، كشف المصدر ذاته، أن المجموعة الأولى المكونة من ستة أفراد، ستمثل الخميس المقبل، أمام قاضية التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، من أجل مباشرة التحقيق التفصيلي معهم، على أن تقوم بالعملية نفسها، مع المجموعة الثانية المكونة من سبعة أشخاص، في اليوم الموالي (الجمعة المقبل).
وبينما علمت "تيل كيل – عربي"، كذلك، أن دفاع المشتبه فيهم، لم يتوصل بعد بنسخته من محاضر التحقيق الأمني مع المتهمين، سبق للمشتبه فيهم أن مثلوا أمام قاضية التحقيق، في إطار البحث التمهيدي الأسبوع الماضي، مباشرة بعد مغادرتهم مكتب النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتمارة، يوم الخميس الماضي بالنسبة إلى المجموعة الأولى، وفي والجمعة الماضي بالنسبة إلى المجموعة الثانية.
ووضع المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بناء على معلومات وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات المدنية)، الاثنين الماضي، يده على المشتبه في انتمائهم إلى شبكة إجرامية منظمة تنشط في مجال الاتجار الدولي في مخدر الكوكايين،، كما داهمت فرقه مستودعا في ضيعة فلاحية بضواحي تمارة يحوي كمية قياسية من مخدر الكوكايين الخام بلغ وزنها 2 طن و588 كيلوغراما.
وكشفت المعطيات المعلنة من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن الكوكايين المحجوز كان بتركيز يصل إلى 93 %، ما يجعل قيمته المالية النهائية بعد التحويل تصل إلى 25 مليار و858 مليون درهم، إذ من المعروف أن تركيز الكوكاين الكميات الموجهة إلى الاستهلاك النهائي، لا يتجاوز 20 %، بالنظر إلى أنه يتم خلطها بمواد أخرى.
وتفيد المعلومات نفسها، أن الشبكة ليست إلا امتدادا لشبكة تم تفكيكها في 2014، لمناسبة حجز مصالح الشرطة القضائية بمدخل مدينة مراكش كميات من الكوكايين على متن شاحنة لنقل السمك قادمة من ميناء أكادير، فأثمرت التحقيقات بشأنها اعتقال االبارون الملقب بـ"أحمد روتردام"، في بيته بالحسيمة في فبراير 2015، بوصفه زعيم الشبكة.
ويرتبط أحمد "روتردام" بـ"كارتيلات" إنتاج الكوكايين في أمريكا اللاتينية، التي ترسل إليه الشحنات بحرا إلى سواحل المنطقة الجنوبية للمغرب، ليتولى نقلها برا إلى مستودعات بضواحي الرباط وبوزنيقة، ثم توجيه جزء إلى الاستهلاك الداخلي، وإيصال أكبر الكميات إلى السوق الأوربية، ما جعله طيلة سنوات أحد أبرز حماة "الطريق الإفريقية" للكوكايين الأمريكي نحو أوربا.