قال رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، والمحامي بمراكش محمد الغلوسي، إن "معلومات يتم تداولها تفيد أن رجال أعمال بمدينة مراكش يشتبه في متاجرتهم في تذاكر المونديال، والرأي العام الوطني يتطلع إلى أن يشمل البحث القضائي كل المتورطين في السمسرة في تلك التذاكر وكذلك أولئك الذين استفادوا من المال العام دون أن يقدموا أية خدمة للمنتخب الوطني".
وأضاف الغلوسي في تدوينة له، إن "الأمر يتعلق بالريع وهدر وتبديد المال العام، برلمانيون ومؤثرين ومسؤولين ورجال أعمال وبعض الصحفيين استفادوا من امتيازات ومن المال العام دون وجه حق، ويعتبر ذلك نتيجة حتمية لاستمرار سياسة الريع والفساد في الحياة العامة".
وتابع: "لا نريد أن يكون البحث القضائي الذي تباشره الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مجرد خطوة لإمتصاص غضب المجتمع أو التضحية ببعض الأشخاص لإقفال الملف وإنهاء البحث، نريد أن يصل البحث إلى مداه، وأن تتم مساءلة كل المتورطين في هذه القضية دون أي اعتبار لمراكز ومواقع الأشخاص، نريد عدالة حقيقية وربطا للمسؤولية بالمحاسبة".
وأوضح أن "المجتمع يتطلع إلى محاسبة كل الذين استغلوا مواقع المسؤولية من أجل قضاء مصالح شخصية، مسؤولين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وخارجها منحوا تذاكر المونديال لأقربائهم وعشيقاتهم وأنصارهم وأصدقائهم وقاموا بالمتاجرة في تلك البطائق وجنوا أموالا مهمة، كما أن بعضا من المسؤولين قضى أيامًا بدولة قطر وفنادقها على حساب أموال الشعب بشكل غير مشروع".
وشدّد على أن "الأمر يقتضي بحثا عميقا وشاملا يفضي إلى محاسبة كل المتورطين في هدر وتبديد المال العام والمتاجرة في تذاكر المونديال وهو ما يسمح بعدم تكرار تلك الأفعال المشينة، كما أن تلك المحاسبة من شأنها أن تضمن إستمرار فرح المغاربة بإنجازات المنتخب الوطني، بإختصار شديد نريد محاسبة حقيقية لكل الذين تاجروا في تذاكر المونديال أو الذين استفادوا دون وجه حق من المال العام".
ويشار إلى أن الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء، أمر بفتح تحقيق في شبهات التلاعب بالتذاكر المجانية لمباريات المنتخب الوطني المغربي، وإعادة بيعها في السوق السوداء خلال مونديال قطر 2022 من طرف مسؤولين داخل الجامعة الملكية لكرة القدم.
وعلم "تيلكيل عربي"، الجمعة الماضية، من مصدر موثوق، أنه تم تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق والاستماع لكافة الأطراف الذين وردت أسماءهم في هذا الملف.
في هذا الصدد، وحسب المصدر ذاته، تم اليوم الاستماع لرئيس نادي أولمبيك أسفي، والبرلماني، ورجل الأعمال، محمد الحيداوي على خلفية التسجيل الصوتي الذي سرب له، وظهر من خلاله أنه "يفاوض أحد المغاربة على تذكرتين خاصتين بنصف النهاية بين المغرب وفرنسا بـ 12 ألف درهما".
ويذكر إلى أنه سبق واعترف رئيس النادي المسفيوي بصحة التسجيل المنسوب إليه، رغم أنه اتجه نحو الحديث عن بثره من سياقه.
وشدّد مصدر "تيلكيل عربي" على أن التحقيق سوف يشمل بصرامة كافة من لهم صلة بهذا الملف.