لست مطمئنا لما يحصل داخل أم الألعاب، وتلك ملاحظتي الأولى، لاعتبارات وقناعات سنتناولها تباعا، بهدف دق ناقوس الخطر، تجنبا للمرارة التي قد نتجرعها جميعا في المستقبل القريب، الذي يمكن أن نختار له عنوان بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية.
سال مداد كثير حول الرياضة الوطنية خلال دورة الألعاب الأولمبية باريس، وحصيلة المشاركة المغربية بها، لكن سرعان ما اختفى ذلك النقاش وعاد الوضع إلى ما هو عليه، دون أن يتم تقديم تشخيص حقيقي لطبيعة النتائج المحققة (الإخفاق).
ولأن بطولة العالم على الأبواب، وبعدها بأعوام قليلة، وتحديدا سنة 2028، ستحتضن لوس أنجلوس الدورة الأولمبية المقبلة، لا شيء يبعث على الأمل في الوقت الحالي، لا خلف ليركض ولا جيل أظهر ملامح القدرة على أن نعود خلال المنافسات الدولية بميدالية.
ماذا أعد أحيزون لهذا الحدث؟ وكيف سيدبر معطياته، خصوصا بعد أن عدنا بميدالية وحيدة في ألعاب القوى من دورة باريس، والتي استطاعت من خلالها دول إحراز ميداليات أولمبية؟ وهل سنعود بخفي حنين من لوس أنجلوس؟
الجواب على هذا السؤال سيكون متسرعا للغاية، لكن لا مؤشرات دالة على وجود إعداد قبلي للرياضيين من المستوى العالي، والعمل على التفكير المسبق في دورات الألعاب الأولمبية المقبلة.
بنظرة خاطفة حول جدول الأرقام المحددة للتأهل، والتي يفترض أن يصل إليها الأبطال المغاربة من أجل ضمان الحد الأدنى والتأهل، يظهر أن العدائين المغاربة سيعانون، بشكل كبير، وقد لا يستطيع أي عداء تحقيق الحد الأدنى المطلوب.
يتطور المغرب في كل المجالات؛ سواء الاقتصادية، أو الثقافية، وحتى الرياضية، إذا ما تعلق الأمر بكرة القدم، لكن حالة الترهل والسواد القاتمة التي تخيم على أم الألعاب أمر يثير كثيرا من المخاوف والألم في نفوس عشاقها.
لقد حققت بريطانيا 65 ميدالية متنوعة في أولمبياد باريس، لتعادل نفس رقمها في دورة لندن 2012، محتلة بذلك المركز الثالث في الترتيب العام، خلف كل من الولايات المتحدة الأميركية بـ126 ميدالية، والصين بـ91 ميدالية.
وكشفت هيئة تمويل الرياضة البريطانية أنها ستستثمر مبلغا قياسيا قدره 330 مليون جنيه إسترليني في الرياضات الأولمبية والبارالمبية البريطانية، تأهبا لمشاركة وازنة في دورة الألعاب الأولمبية 2028 في لوس أنجلوس، وأنه من المقرر أن تستفيد أكثر من 50 رياضة من هذه البطولة، على الرغم من تقليص ميزانية ألعاب القوى للدورة الثانية على التوالي.
واعتبرت الهيئة أنه من المحتمل، وفق المصدر ذاته، أن يصل الرقم الإجمالي إلى أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني، مع إضافة جوائز الأداء الرياضي، والتي تدفع مباشرة للرياضيين الأفراد، وتساهم في تكاليف معيشتهم ورياضتهم، حتى يتمكنوا من التركيز على المنافسة.وتم منح حوالي 70 مليون جنيه إسترليني في جوائز الأداء الرياضي، خلال تمويل دورة باريس، والتي بلغ مجموعها 385 مليون جنيه إسترليني.
ستحل دورة لوس أنجلوس الأولمبية في دورتها الـ34، خلال الفترة الممتدة من 21 يوليوز إلى 6 غشت، لتجدد نقاش الإخفاق والترهل بالمغرب، وتظهر، من جديد، صورة السواد والقتامة التي ظهرت مع نتائج دورة باريس صيف سنة 2024.