تفادى كل من الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، زوال اليوم، الإجابة عن أسئلة الصحافيين المتعلقة بالتحضيرات الخاصة بعيد الأضحى المقبل، على هامش ندوة صحفية أعقبت اجتماع مجلس الحكومة.
ورغم إلحاح عدد من الصحافيين، رفض المسؤولان الإدلاء بأي توضيحات بشأن الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لحماية القطيع الوطني من المواشي، أو بخصوص ما يُتداول حول إمكانية التنصيص على عقوبات قد تطال من يُقدم على ذبح الأضحية.
وفي الندوة نفسها، فضّل الناطق الرسمي باسم الحكومة عدم الإجابة عن أسئلة تتعلق بتعرض سفير المغرب لدى دولة فلسطين لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء مشاركته ضمن وفد دبلوماسي خلال زيارة إلى مخيم جنين الفلسطيني.
للإشارة، تلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، يوم الأربعاء 26 فبراير 2025 في القناة الأولى، رسالة ملكية موجهة إلى الشعب المغربي، يهيب بالمغاربة عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى هذه السنة.
وجاء في الرسالة الملكية: "شعبي العزيز، لقد حرصنا، منذ أن تقلدنا الإمامة العظمى، مطوقين بالبيعة الوثقى، على توفير كل ما يلزم لشعبنا الوفي للقيام بشروط الدين، فرائضه وسننه، عباداته ومعاملاته، على مقتضى ما من الله به على الأمة المغربية من التشبث بالأركان، والالتزام بالمؤكد من السنن، والاحتفال بأيام الله، التي منها عيد الأضحى، الذي سيحل بعد أقل من أربعة أشهر".
وأضاف أن "الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات دينية قوية، تجسد عمق ارتباط رعايانا الأوفياء بمظاهر ديننا الحنيف وحرصهم على التقرب إلى الله عز وجل وعلى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية، من خلال هذه المناسبة الجليلة".
ولفت إلى أنه "حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية، ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود".
وذكر أنه "من منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: "هذا لنفسي وهذا عن أمتي".
وأهاب بالمغاربة أن "تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب".
ويذكر أن أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، كشف يوم الخميس 13 فبراير الماضي، أن "القطيع الوطني تراجع بـ38 في المائة مقارنة بسنة 2016".
وأضاف البواري، في الندوة الصحفية، عقب انعقاد المجلس الحكومي، أن الأرقام تظهر نقصا حادا في القطيع، وهذا أثر على إنتاج اللحوم".
وأوضح أنه "كنا نذبح في السنوات العادية 230 ألف رأس، وحاليا نذبح 130 أو 140 أو 150 ألف رأس، وذلك بسبب الجفاف الذي وصل إلى سنته السابعة".