الخراطي: داء السل ينتقل عن طريق اللحم وما يسمى بـ"حليب الصوجا" فهو كذب

خديجة قدوري

"ما نسميه حليبا هو ما تنتجه البقرة، أما يسمى في السوق بحليب الصوجا فهو كذب ونصب واحتيال، وهو مشروب الصوجا وليس بحليب. وإذا كان الحليب مصدره الغنم أو الماعز فوجب إضافة ذلك والإشارة إليه". هذا ما صرح به بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، لموقع "تيلكيل عربي" اليوم السبت.

وفي تعليقه على سؤالنا حول مدى صحة انتقال داء السل عن طريق الحليب، قال الخراطي إن جميع الحيوانات التي تكون لديها درجة حرارة الدم مرتفعة تصاب بالسل، وهذا الداء يضم عدة أنواع، من قبيل "ميكوباكتريوم" و"تبركيلوز". كما أن هناك نوع ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، وآخر ينتقل بين الحيوانات وبين البقر، ومن البقر إلى الإنسان، وهناك المتعلق بالغنم، والأخطر هو الذي يصيب الدجاج.

وأفاد الخراطي أن داء السل لا ينتقل عن طريق الحليب فقط، بل كذلك عن طريق استهلاك اللحم.

لماذا يتم التركيز على الحليب فقط ؟

في هذا الصدد، أوضح الخراطي أن المجازر مراقبة، مشيرا إلى أن المجازر البيطرية تهدف دائما إلى البحث عن داء السل، حيث إن كميات كبيرة تتلف بسبب هذا الداء لأنه يصيب جميع أعضاء الحيوان والإنسان، والغريب في الأمر أنه لدى الحيوان لا تكون هناك أعراض.

 ولفت الانتباه إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية كانت تنظم حملات للوقاية من نقل هذا المرض إلى الإنسان، وكانت تقام دائما في آخر السنة عملية البحث عن داء السل لدى الأبقار من قبل البياطرة.

كيف ينتقل عن طريق اللحم؟

في هذا الإطار، قال الخراطي إن جميع الأعضاء التي تكون مصابة بالمرض ينتقل من خلالها، والخطير في الأمر أننا نجده في "الرئة" وفي "الكبد"، و"الأمعاء"، و"العظام"، والمخ كذلك، وعندما يصل إلى الإنسان ينتشر في الدم، وهنا يمكن أن يصاب الإنسان ولا يشعر بذلك إلا بعد مرور الوقت، إلا الرئة هي التي تظهره.

واستطرد قائلا: الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انتشار هذا المرض هي البسترة والتعقيم، وفي هذا الإطار نقوم دائما بحملات ضد الباعة المتجولين الذين يبيعونه أمام المساجد.

واختتم حديثه قائلا: "المرض موجود وعدد الإصابات كبير، إذ تصل سنويا إلى 30 ألف حالة يتم تشخيصها في المغرب، الأمر خطير جدا وهي معضلة صحية كبيرة ومع كامل الأسف تجاهلتها وزارتا الصحة والفلاحة، اللتان تتحملان المسؤولية عن هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه".