الخيام.. رجل "المخابرات المغربية الداخلية" الذي قهر الخلايا الإرهابية

عبد الحق الخيام
تيل كيل عربي

شخصية مجتهدة، وذات كفاءات عالية، وصبورة، كلها صفات مكنت الراحل عبد الحق الخيام من أن يحظى باحترام المغاربة، لدرجة تلقيبه بـ"أحد عيون المغرب التي لا تنام".

ولد الخيام عام 1958 بمدينة الدار البيضاء، وبالضبط، درب السلطان. تدرج في سلك الجهاز الأمني بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، وعمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، إلى أن استقر به المقام بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية؛ حيث قضى فترة مهمة من حياته المهنية هناك، ليصبح الرقم 1 داخلها، ثم يشغل ما بين 2015 و2020، منصب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المغرب؛ أي بعبارة أخرى "المخابرات المغربية الداخلية".

وأشرف عبد الحق الخيام على قضايا مرتبطة بمحاربة التنظيمات الإرهابية والجماعات المقاتلة المتشددة؛ حيث تم تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تهدد أمن وسلامة المملكة، وخاصة تنظيم "داعش".

ولم تكن ملفات الإرهاب هي الوحيدة التي تثير اهتمام الخيام، بل تكلف أيضا، بالتحقيق في ملفات قضائية أخرى، تخص الفضائح المالية، والرشاوى، والاتجار بالمخدرات.

عرف دائما بعتابه للجارة الجزائر على عدم تعاونها أمنيا، وغياب تبادل المعلومات استخباراتية، نظرا لكون المنطقة مؤهلة لأن تكون بؤرة توتر قد تستغل من طرف العديد من المنظمات الإرهابية.

ومقابل نجاحه داخليا، مكن نجاح الخيام من أن يصبح اسمه معروفا في العديد من دول شمال إفريقيا والدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وإسبانيا بشكل كبير.

الخيام رحل في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع المرض، إذ نقل إلى المستشفى خلال شهر ماي الماضي، بعدما أصيب بشلل نصفي.