كشف موقع "Larazon" الإسباني عن توصل المغرب وإسبانيا إلى اتفاق يخص استيراد الغاز الطبيعي المسال، للمرة الأولى، باستخدام التدفق العكسي للأنبوب "Medgaz" الذي تم استخدامه في السابق لضخ الإمدادات الجزائرية إلى إسبانيا، وذلك بعد مفاوضات كللت بالنجاح بين الطرفين، حسبما سبق وأعلنت وزيرة الانتقال الطاقي، ليلى بنعلي، في بداية شهر فبراير المنصرم، في تصريح لموقع "Bloomberg" المتخصص في أخبار المال والأعمال.
وفي التفاصيل، فإن المغرب الذي لا يمتلك أي محطات لتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز، يريد إرسال شحناته من الغاز (ليس غازا جزائريا) إلى إسبانيا التي ستقوم بالعملية التحويلية، من أجل ضخها عكسيا عبر خط غاز "المغرب العربي-أوروبا".
ووفق نفس المصدر، فإن آخر خطوات المشروع رهينة بموافقة الشركة الرائدة في مجال نقل الغاز الطبيعي "Enagas"، التي تمتلك الحكومة الإسبانية فيها 5 في المائة؛ حيث مازالت هناك بعض التفاصيل الفنية التي يجب على هذه الأخيرة ونظيرتها المغربية تحديدها، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بالغاز الذي يأتي من الجزائر، بل بغاز يتم شراؤه في الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، سبق لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن قالت لـ"Bloomberg"، إن المغرب دعا في بداية يناير المنصرم، مجموعة مختارة من تجار الغاز الطبيعي المسال، لتقديم عروض، مضيفة أن الحكومة تستهدف توقيع صفقات لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
وتابعت بنعلي: "قلنا لهم: يمكنكم التسليم في أسرع وقت ممكن -إما في فبراير أو مارس- في هذا الميناء، في بلد مجاور، ويمكننا آنذاك، توصيله إلى المغرب".
وأضافت أنه بإمكانهم إرسال شحنات مباشرة إلى المغرب، كحل مؤقت، إلى حين تركيب محطمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال، على مستوى ميناء المحمدية.
وسبق لصحيفة "Okdiario" الإسبانية أن كشفت أن سعي المغرب لاستيراد الغاز الطبيعي المسال عبر إسبانيا أغضب القادة الجزائريين، وهو الخبر الذي لم تعلق عليه وزارة التحول البيئي الإسبانية، فيما نفت مصادر رسمية من وزارة الخارجية الإسبانية بشكل قاطع، وجود "غضب جزائري مزعوم"؛ حيث وصفت العلاقات بين البلدين بـ"الطيبة".
أما صحيفة "Atalayar" الإسبانية، فسبق ولفتت إلى أن هذا المشروع ليس لفتة عظيمة من إسبانيا اتجاه المغرب، وبالتالي، ليس حلا للأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف نفس المصدر أن "الحقيقة التي يخفيها الإعلام الإسباني هي أن لفتة بيدرو سانشيز هاته جاءت لتخفيف انتقادات عالم الأعمال، بسبب سوء إدارته للأزمة الثنائية مع المغرب، وعدم وجود إرادة حقيقية لحلها من الناحية السياسية"، مشيرة إلى أن ما لم يتم الحديث عنه هو أنه "لإسبانيا مصالح مهمة للغاية، في محطتي عين بني مطهر وتهدارت الحراريتين؛ إذ تتم إدارة محطة تهدارت من قبل شركة "ENDESA"، بينما تواصل الشركة الإسبانية "ABENGOA"، التي بنت محطة عين بني مطهر، مسؤولية تشغيلها وصيانتها".
يشار إلى أن المغرب يستهلك نحو مليار متر مكعب من الغاز سنويا.