قال مصطفى الرميد، وزير الدولة سابقا، تعليقا على رغبة المعارضة في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بمجلس النواب، في حين ترى فرق الأغلبية أن تشكيل لجنة استطلاعية حول صفقات المواشي كاف: "ليس في هذا العالم دولة ليست فيها مشاكل، وليس هناك من حكومة لا ترتكب أخطاء أو تواجه صعوبات في التدبير تجلب عليها سخط الناس، ولا توجد ممارسة سياسية دون تعثرات وإخفاقات، لكن المؤكد أن الدول صنفان، صنف له مؤسسات راسخة تقوم بدورها في المراقبة والمحاسبة، وترتيب النتائج القانونية والسياسية، وصنف من الدول فيها الفراغ المريب، والسكون القاتل".
وأضاف الرميد في تدوينة له، "لا مراقبة، وإن كانت ضعيفة، ولا محاسبة، وإن حصل شيء منها، فبشكل محدود، ولعل هذا ما يميز بين دولة ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية، ذلك أنه حيث كانت الديمقراطية، تكون معها الشفافية والمحاسبة الضرورية".
وأوضح أنه "اليوم، نلاحظ أن لنا برلمانا من غرفتين، مرت على البلاد سنوات شهدت فيها أزمات ومشاكل شتى، ومع ذلك لم يكلف البرلمان، بأي من غرفتيه، نفسه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق التي تعتبر في الدول الديمقراطية إجراء عاديا لاستكشاف الحقائق، وتقصيها في ما يشغل بال الرأي العام، أو تتضارب بشأنها الخلافات والتقديرات بين أطراف الحكومة والمعارضة، بما يجعل هذا النوع من الإجراءات البرلمانية إجراء عاديا، ويكاد أن يكون روتينيا".
وذكر المتحدث ذاته، أن "عندنا، للأسف، تختلف الحكومة والمعارضة، فضلا عن اختلاف أطراف الحكومة نفسها، في موضوع دعم الأكباش، وتقدم للناس أرقاما مختلفة على السنة، وزراء ومسؤولون، ومع ذلك لا يستحق هذا الموضوع أن يكون محل لجنة لتقصي الحقائق، وتكفيه لجنة استطلاعية".
وأشار إلى أنه "على هذا الأساس، يحق التساؤل: ما هو الموضوع الذي يستحق أن تشكل من أجله لجنة لتقصي الحقائق؟ أو قل: هل توجد لدينا مشكلة أصلا تستحق تشكيل هذه اللجنة؟ لعل واقع الحال يقول: ليست لدينا مشكلة تستحق ذلك إطلاقا، هنيئا لنا".