بسط أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح المغربية)، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أدلته الشرعية التي استند إليها للإفتاء بعدم جواز صلاة الجماعة والجمعة في ظل وباء كورونا.
وقال الريسوني "إن قاعدة 'لا ضرر ولا ضرار' تعتبر من القواعد الكبرى في الإسلام، فحيتما كان الضرر بغير لزوم وبغير إكراه لا يجوز، ويجب رفعه إذا وقع ويجب منعه قبل أن يقع".
وأضاف "إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إدخال الرائحة الكريهة للمساجد، فكيف بمن يحتمل أن ينقل المرض أو ينقل إليه، الذي قد يؤدي إلى الموت".
تعطيل الدين
في هذا الصدد، نفى الريسوني أن يكون تعطيل صلاة الجمعة والجماعة تقديم لحفظ النفس على الدين، معتبرا أن أصحاب هذا الرأي وقعوا في خطأ.
وأوضح الريسوني أن حفظ الدين قائم بالصلاة في حد ذاتها، أما صلاة الجماعة فهي تكميلية فقط، مشيرا إلى أن التاريخ الاسلامي مرت عليه سنوات عطل فيها الحج بسبب انعدام الأمن، لكن الاسلام بقي.
وأضاف "إن النفس التي دعا الاسلام إلى حفظها معرضة للموت، عكس الدين الذي لن يذهب بهذا الإجراء الوقتي".
وتابع "الإسلام لا تؤثر فيه صلاة الجماعة والجمعة"، مشيرا إلى أن الفقهاء المغاربة أفتوا بحرمة الحج بسبب انعدام الأمن في كل شبر.
وردا على من يدعو إلى فتح المساجد من أجل التضرع إليه والتوجه إليه لرفع البلاء، قال الريسوني "إن الله يمكن التوجه إليه في كل مكان وفي كل لحظة".
وشدد الريسوني أن صلاة الجماعة لا تصح إلا بتقارب الناس وتراصهم، وهو ما يشكل خطرا على المصلين أكثر من المدارس.
ودعا الريسوني المسلمين في كل دولة بالالتزام الصارم بالتعليمات التي تصدرها سلطات الدول التي يتواجدون فيها، بل واتخاذ اجراءات احترازية أكثر من تلك التي توصي بها الدولة، لأن الدولة قد توصي بأشياء ولا تقدر على فرضها"، بحسبه.
غضب الله
وجوابا على ما يردده البعض بكون فيروس "كورونا" غضب من الله، قال الريسوني "من المؤسف أنني أسمع هذا الكلام في كثير المرات، خاصة حينما تحدث زلازل وفيضانات في بعض الدول، وهذا تقوّل على الله، فمن أدرى من يزعمون هذا أن الله غضب على قوم ما، فالله يبتلي بالخير وبالشر، ونحن لا ندري حكمته".
وأضاف "نحن نؤمن أن الله يعاقب من يشاء ويكافئ من يشاء، لكننا لا ندري الحكمة من عمله، وكل من يقول غير ذلك فهو يتقول على الله وعلى الدين".