خديجة قدوري-صحافية متدربة
شهدت بعض مناطق المغرب، مثل طاطا وورززات تساقطات مطرية تجاوزت 170 ميليمتر، مما أدى إلى فيضانات كبيرة، هذه الظواهر الجوية القاسية تعكس عمق التحولات البيئية التي تواجهها الكرة الأرضية، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات المناخية.
وفي هذا الإطار أكد عمر الزايدي، الكاتب في مجال علم البيئة وعضو في الائتلاف المغربي للعدالة المناخية لـ"تيلكيل عربي" أنه "يمكن الإضافة بأن الحرارة المفرطة التي عرفها المغرب بتجاوزها 50 درجة أحيانا في بعض المناطق أعطى هذه التساقطات الطوفانية، بعد أن عرفت هذه المناطق منخفضا جويا مما أدى الى تساقطات غير عادية في هذه المناطق التي تجاوزت اليوم 170 ميليمترا (حالة طاطا وورزازات)".
وأضاف الزايدي أن "هذه الأوضاع ناتجة عن التغيرات المناخية التي يعرفها كوكب الأرض، نتيجة الاحتباس الحراري الذي يتسبب ًفيه الإنسان باعتماده على الطاقة الأحفورية (البترول، الغاز والفحم الحجري)".
كما أشار الزايدي إلى أن "هذه المسألة يجب النظر إليها على مستوى الكوكب والتلوث الذي تسببه البلدان الصناعية الكبرى، لأن البيئة لا تعترف بالحدود السياسية، فالتلوث يتم في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا والصين، والانعكاسات تحدث بلدان الجنوب مثل بانغلاديش وباكستان وإفريقيا رغم مساهماتها الضئيلة في الاحتباس الحراري (مثلا تساهم إفريقيا بأقل من 4 في المائة).
وأعرب الزايدي باستياء عن "أن استمرار البشرية في نمطها الإنتاجي والاستهلاكي، سيعمق الأزمة الإيكولوجية مما سيؤدي الى انقراض العديد من الحيوانات، وارتفاع مستوى سطح المحيطات إلى مستويات مخيفة تتجاوز 1,5 متر مما يهدد مئات المدن الساحلية في العالم".
وشدد الزايدي على أن "استمرار لوبيات الطاقة الأحفورية في تجاهل كوب 21 التي تقضي بعدم تجاوز ارتفاع حرارة الأرض 1,5 درجة في أفق 2100، والحال أننا وصلنا الى 1,1 درجة سنة 2023، وبالتالي فالبشرية تسير في اتجاه سيناريو كارثي حيث يتجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض 3,7 درجة بالمقارنة مع 1850. معنى هذا أن هذه الفيضانات ستستمر، وحرائق الغابات ستستمر والتحولات المفاجئة ستستمر".