الزفزافي: الملك سأل "أين الثروة".. وحرام أن يسأل الريف "أين بدد المال العام" ؟

ناصر الزفزافي / صورة: ياسين التومي
تيل كيل عربي

بحضور وزيرة هولندية سابقة تدعى ليليان، وكاتي بيري، عن البرلمان الاوروبي، انطلقت اليوم جلسة استجواب ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، امام محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، اليوم الاثنين.

الزفزافي الذي اختار الحديث عن قنينة "الماء الملوث" التي احضرها معه من سجن عكاشة قبل إجابته على التهم الموجهة إليه، كان ربما الغرض من تاخير استجوابه الذي قررته المحكمة يوم الجمعة المنصرم إلى اليوم ليتمكن هؤلاء الاجانب من حضور جلسة استنطاقه إلى جانب صحافيين من وكالة الانباء الفرنسية وراديورVRT الهولندي.

وصرح الزفزافي للمحكمة ان لديه ادلة دامغة بكون ما احضره من السجن كان "ماء ملوثا" من صنبور مياه زنزانته والدوش، مطالبا بمنحه الفرصة لتببيان ذلك، غير ان المحكمة نبهته إلى ان المحكمة اتخذت قرارا بخصوص هذا الماء في جلسة الخميس المنصرم، بينما اكد الوكيل العام ان النيابة العامة عهدت إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لاجراء بحث معمق في القضية ومعرفة مصدر هذه المياه.

وتحدث الزفزافي بعد ذلك متضامنا مع المحامي ابراهيم الراشدي، دفاع الدولة المغربية المطالبة بالحق المدني على اعتبار انه من طرح مسالة وضعه في زنزانة انفرادية منذ عشرة اشهر قائلا "اكن له الاحترام والتقدير لجرأته في الحديث عن وضعي بزنزانة انفرادية لأزيد من 10 أشهر لكن أخشى عليه لان كل من اعلنت تضامني معهم من هنا جرى اعتقالهم.

وقال الزفزافي الذي كان يتحدث بلغة عربية سليمة احيانا، واحيانا اخرى بالدارجة إن التهم الموجهة إليه "ظلم وعدوان"  وأن "90 بالمائة مما ضمن في محاضر الفرقة الوطنية هو تلفيق وكذب"، قبل أن يشير إلى انه يعتبر محاكمته وباقي المعتقلين "محاكمة سياسية ومحاكمة لرموز المقاومة على رأسهم محمد عبد الكريم الخطابي، ومحاكمة للراي والفكر".

واضاف الزفزافي الذي مثل امام المحكمة وهو حليق اللحية ويحمل مجموعة من الأوراق بين يديه، إن "حراك الريف الشعبي والسلمي سعى بعض من لبسوا عباءة الدولة إلى إزاحته عن أهدافه الاجتماعية"، معتبرا المحاكمة ايضا "محاكمة للدستور وفصوله التي تكفل الحق في الاحتجاح السلمي"، وكذلك "محاكمة لخطابات الملك خاصة خطاب العرش وخطاب افتتاح السنة التشريعية الجديدة وخطاب المسيرة الخضراء".

زعيم حراك الريف، الذي سرد أمام المحكمك خطبة اشبه بمحاضرة عن تاريخ الريف ومقاومة عبد الكريم الخطابي للمستعمر الإسباني والفرنسي، عرج على "علم جمهورية الريف" ليؤكد للمحكمة أن هذا العلم الذي كان يرفع في الاحتجاجات والمسيرات خلال الحراك، هو رمز للمقاومة وتجسيد لما قام به عبد الكريم الخطابي من توحيد لقبائل الريف الست تحت لواء علم واحد به ستة نجوم تعبيرا عن القبائل الست الريفية التي كانت تتطاحن فيما بينها بينما وحد الخطابي كلمتها ووجه عراكها نحو المستعمر.

وقال الزفزافي الذي كان رئيس الجلسة في كل مرة ينبهه إلى انه يخرج عن سياق التهم الموجهة إلية، (قال)  "اعذروني إن أطلت فلو اختصرت النيابة العامة في التهم الموجهة لي لاختصرت في اجاباتي ودفاعي عن نفسي أمام المحكمة" ومضى قائلا "سيدي الرئيس النيابة العامة وجهت لي ثماني جنح وجنايات".

وأشار الزفزافي قائلا "الملك في خطاباته تساءل أين الثروة وحين خرجنا في الحراك لنطرح نفس السؤال ونقول أين بدد المال العام اعتقلنا".

ووجه الزفزافي سهام انتقاده للإعلام العمومي الذي قال إنه أحضر صورا من احتجاجات 20 فبراير ليقول هذا هو الحراك الشعبي ويشوه صورته، منتقدا في الوقت نفسه بلاغ الأغلبية الحكومية الذي اتهم نشطاء الحراك بالانفصال واصفا اياه بالبلاغ "المشؤوم والعنصري".